سحر الطبيعة الخفي: اكتشاف أصوات الأشجار

تعد الأشجار جزءاً أساسياً ومتكاملاً من منظومتنا البيئية، وهي تحمل أكثر بكثير مما يبدو للعين المجردة. أحد هذه الجوانب الفريدة هو قدرتها على إنتاج مجموع

تعد الأشجار جزءاً أساسياً ومتكاملاً من منظومتنا البيئية، وهي تحمل أكثر بكثير مما يبدو للعين المجردة. أحد هذه الجوانب الفريدة هو قدرتها على إنتاج مجموعة متنوعة من الأصوات التي قد تكون غير واضحة للوهلة الأولى. بينما لا يطلق عليها تقنياً "صوت"، فإن العديد من العلماء والمراقبين للأشجار يمكنهم تحديد بعض الظواهر الصوتية المرتبطة بها والتي تستحق الاستكشاف.

أولها، ما يعرف بأنظمة النقل عبر الأخشاب. تعتبر الأشجار كشبكات نقل هائلة للمياه والأكسجين والمعادن. في عملية القيام بذلك، تنبعث منها اهتزازات وحركات دقيقة جداً يمكن تسجيلها بواسطة أدوات حساسة خاصة. هذه الاهتزازات ليست بالضرورة "صوتا" ولكنها بالتأكيد ظاهرة صوتية تمسح بتسجيلاتها العالم العلمي وحتى فنانين معاصرين باستخدام التصوير الصوتي لتكوين صور مرئية لهذه الحركة الداخلية الغامضة.

إضافة إلى ذلك، هناك أيضاً التفاعلات بين الرياح والشجيرات الصغيرة داخل غابة كثيفة. عندما تهب الرياح عبر القمم والشفرينات الدقيقة للأوراق، يحدث نوع من الرنين يشبه الموسيقى بشكل خافت ومعقد للغاية. هذا الـ"طنين الأخضر" كما يُطلق عليه أحيانا، ليس فقط جميل لكنه مهم أيضا لأنه يعزز المحادثة والتواصل بين النباتات المختلفة - وهو جانب آخر مثير للاكتشافات الحديثة حول التواصل الحيوي للنباتات.

وفي بعض حالات الطقس المثيرة، مثل العواصف الرعدية القوية، يمكن أن تتسبب الضربات البرقية في شحن الكهربائية للشجرة وتولد طاقة كهرومغناطيسية تولد ضجيجا عاليا ومؤقتا داخل الجسم الخشبي للعملاق الأخضر، وهي ظاهرة تُعرف بالنطق الكهرواستاتيكي أو "النداء الصامت".

إذاً، رغم عدم وجود "صوت" حقيقي ينبعث مباشرة من جذوع الأشجار وأغصانها، إلا أنها بكل تأكيد قادرة على خلق متناغم غير ملحوظ ولكن جذاب من الصوتيات الطبيعية المترابطة تماماً مع سيمفونية الحياة الموجودة تحت سقف أغصانها.


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات