على الرغم من ارتباطهما الوثيق، إلا أنهما مفهومان مختلفان تماماً فيما يخص الفيزياء: الحرارة ودرجة الحرارة. بينما تشير درجة الحرارة إلى مستوى الطاقة الجزيئية ضمن جسم ما، فإن الحرارة هي نفسها طاقة حرارية يتم نقلها بين الأجسام نتيجة اختلاف درجات حرارة تلك الأجسام.
في البداية، يمكن اعتبار الحرارة ككمية محددة من الطاقة التي تتواجد داخل النظام - سواء كان ذلك دعامة معدنية ساخنة أم غلاية مليئة بالماء المغلي. وتُعبّر هذه الكميات بوحدات مثل الجول (J). وبالتالي، عندما يقول شخص ما إن كأس الشاي يحتوي على "حرارة"، فهو يشير إلى مقدار الطاقة الناتجة عن حركة ذرات الماء وجزيئاته.
من ناحية أخرى، تمثل درجة الحرارة مقياسًا لمدى نشاط تلك الجزيئات أو شدة اهتزازها. وهي بذلك تعكس حالة نظام أكثر منه محتواه الخاص بطاقة محددة. تُستخدم مقياس فهرنهايت (°F) ومقياس سيليزيوس (°C) وأحيانًا كيلفن (K) لتحديد درجة الحرارة. كلما ارتفع القياس الدرجي، زادت سرعة حركة الجزيئات وزاد احتمال انتقال المزيد من الطاقة الحرارية إلى الجسم الذي لديه درجة أقل منها.
تختلف دراسة هذين المصطلحين عبر الفروع المتنوعة للعلوم الطبيعية؛ فقد تلعب دورا مركزيا في مجال الهندسة خصوصاً بتطبيقات عملية مثل التحكم بالحرائق وفهم خصائص المواد المختلفة تحت ظروف متفاوتة للحرارة. كما تساهم معرفتهما بشكل أساسي بإدارة البيئة الداخلية والحفاظ على الصحة العامة للمباني والمستشفيات وغيرها.
هذه الرؤية الواسعة لحقيقة مفاهيم الحرارة ودرجة الحرارة توضح كيف يعمل العالم الطبيعي وكيف يمكن لنا استخدام المعرفة لفائدتنا اليومية والتقدم التقني المستمر.