في عالم الفيزياء، تعدّ الطاقة أحد الأفكار الأساسية ذات التأثير العميق على مجموعة واسعة من التخصصات، بما في ذلك الفيزياء التطبيقية، التكنولوجيا الحديثة، والهندسة. يمكن للطاقة التحول بين أشكال عدّة بناءً على ظروف البيئة والأجهزة المستخدمة لتوليدها أو استهلاكها. واحدة من أكثر هذه الأشكال شيوعاً هي "الطاقة الحركية". سنتعمق الآن في فهم ماهية هذه الطاقة وكيف يمكن حسابها والاستفادة منها.

الطاقة الحركية هي نوع محدد من الطاقة يرتبط بحالة حركة جسم ما. إنها مصدر قوة هائل عندما تكون هناك أجسام متحركة بسرعات عالية، كما هو الحال أثناء الأعاصير العنيفة أو هطول الأمطار الغزيرة. وفقاً لقوانين الفيزياء، تنمو الطاقة الحركية بشكل متناسِب مع زيادة كتل الجُسيم وحجم مربع سرعته. وهذا يعني أنه كلما زادت كتلة الشيء أو سرعتَه، ارتفعت القدرة الهدامة له إذا اصطدم بجسم ثابت أو حي. لذلك، غالبًا ما نلاحظ تأثيرًا ضخمًا لأعطال المرور الناجمة عن حوادث المركبات الثقيلة التي تسير بخفة ظل أعلى مما لو كانت أقل حجمًا وزاديشا فيها السرعة نفس المقدار.

يمكن تحديد مقدار الطاقة الحركية رياضيًا عبر المعادلة التالية: KE=0.5 m v^2 ، حيث تمثل KE طاقتها, m تسمى کتلہ والجرم وهو عامل مساهم رئيسيًا آخر بالتعبير النهائي لـKE بينما يشیرvإلى سرعة الوحدات المعتمدة هنا بالأمتار /الثانية .

تتميز الطاقة الحركية بموقع مميز ضمن المشهد العالمي الحالي لموارد الطاقة البديلة المستدامة وصديقة للبيئة. تستخدم العديد من البلدان اليوم توربينات الرياح والسدود الكهرومائية لتحويل طاقتھَا الجسدویَّة إلى كهربائي؛ فتدور تلك الآلات المدورة بواسطة نسائم البرية الدافعة –والذي يُطلق عليه أيضًا اسم "طاقة الرياح"، وكذلك تدفق المياه الجاري ذو الضغط الهائل خلف سدٍ عملاق والذي ينتج عنه طاقة عظيمة حين يدفع بتوربينات مغروسة تحت سطح الجدول وخلف الصمامات. وهكذا تتم ترجمة مجموعتي القوة الطبيعية -القوى الهوائية والمياه المتحركة- مباشرة إلى سلطة قابلة للاستعمال ويصل مدى انتشارها جغرافيا حول العالم بشكل ملحوظ نظرًا لطابعهما غير قابل للتبديل تقريبياً! إن اكتشاف طرق فعالة لاستخراج مثل هذه الأنواع من الوقود الخاليٌ من الانبعاثات سيظل محور اهتمام مركز لباحثون ومخططي السياسات العالمية لعقود طويلة قادمة بلا شك .