المعرفة والسُّلْطَة: أداةٌ أم مطرقة؟

استعرضتُ المحادثة التي تناولت موضوعًا مشتركًا وهو تأثير المعرفة على استدامة الحكم والثبات الديموقراطي. حيث اتفق معظم المتحدثين على كون المعرفة أداة ذا

- صاحب المنشور: عبدالناصر البصري

ملخص النقاش:
استعرضتُ المحادثة التي تناولت موضوعًا مشتركًا وهو تأثير المعرفة على استدامة الحكم والثبات الديموقراطي. حيث اتفق معظم المتحدثين على كون المعرفة أداة ذات حدود متعددة الاستخدام، فقد تُستخدم إما لتثقيف وتحرير الأفراد، وبالتالي تعزز التقدم الاجتماعي والتطور الحضاري للمجتمعات، وإما لاستغلالها لأغراض سلطوية تقيد حرية الرأي والفكر من خلال تلاعب المعلومات والإعلام المنظّم. شدد "إياد البدوي" على طبيعة الأدوات المركبة والتي تتطلب تدبيرًا مدروسًا، قائلاً بأنها يمكن توظيفها بأشكال مختلفة حسب نوايا المستخدم. ثمّ شددت "هيام العلوي" على ضرورة توجيه قوتَي الوعي والعلم نحو الصالح العام، مُذكِّرةً بغرض التعليم الأصيل المتمثل بتنمية القدرات الشخصية والصروح الاجتماعية. ومن جهته، أكّد "عبد الفتاح بن الطيب" على حساسية وضع المعرفة كتدعيم للقمع والاستبداد السياسي، مؤكدًا على حرمة الاعتقاد الشخصي وانتقاد الذات كجزء أساسي لحفظ المعايير الأخلاقية للعقول البشرية. وأضاف كذلك بأن رفض منح الفرص للإبداع العقلي يعتبر تجاوزاً غير مقبول شرعاً وقانونياً. وفي الوقت نفسه، اقترحت "هيام العلوي" وجه نظر أكثر مرونة بإمكانية اقتناء بعض أنواع التسلسلات الوراثية عبر التصويت الشعبي الشرعي، مما يشكل مصدراً طبيعياً للمساندة الشعبية. بينما اعتبر آخر المتحاورين، وهو "ذاكر الزاكي"، أن هناك خطراً أساسياً يكمن باستخدام العلوم للتأثير بشكل مخادععلى الجمهور الجماهيري. ولذلك دعا إلى تبني نهج دفاع مستمر عن السلطات الإباحية الفردية لمنع أي احتمال لاستعمال المهارات العلمية لقلب نظام الموازين الإعلامية الواعية للأحداث الحالية. وفي النهاية، يتضح أن هذا الجدل يدور حول الحكمة المحيطة بوسائل نقل المعلومات وفوائدها المحتملة مقابل المخاطر المرتبطة بالتلاعب بها لغزو سياسات الحكومات وشروط التشغيل اليومية للشعب المدني.

Reacties