بدأت الدولة الأموية عام 661 ميلادية عندما تولّى معاوية بن أبي سفيان الخلافة بعد وفاة عثمان بن عفان. هذه الفترة التي امتدت حتى عام 750 م شهدت العديد من الأحداث التاريخية البارزة والتي تركت بصمتها العميقة ليس فقط على تاريخ العالم الإسلامي ولكن أيضاً على الحضارة العالمية برُمَّتها.
إحدى أهم إنجازات الدولة الأموية كانت توسيع نطاق الإمبراطورية الإسلامية بشكل كبير تحت حكم الخلفاء الذين جاءوا بعد معاوية. فخلال فترة خلافة عبد الملك بن مروان وولده الوليد بن عبد الملك، طالت حدود الدولة لتشمل شمال أفريقيا وأجزاء كبيرة من شبه الجزيرة الأيبيرية وغرب آسيا الصغرى. هذا التوسع الجغرافي الكبير تعزز دور العربية كأداة للتواصل الثقافي والديني داخل تلك المناطق الواسعة.
وفي الجانب السياسي الداخلي، أدخل النظام الأموي نظام الحكم الوراثي والذي أصبح أساساً للسلطة خلال الفترات اللاحقة في تاريخ المسلمين. كذلك، قاموا بتطبيق قوانين أكثر مركزية وسلطة قوية مما منح الاستقرار للدولة الجديدة. بالإضافة إلى ذلك، ظهرت أسرة بني أمية كراعٍ للفكر والثقافة، ممهدين الطريق أمام عصر ازدهر فيه الأدب والشعر والأدب الديني والعلمانية أيضًا.
ومن الناحية الاقتصادية، لعب موقع الأمويين الجغرافي دوراً رئيسياً في ثراء البلاد؛ حيث استغلوا طرق التجارة بين الشرق والغرب لتعزيز اقتصادياتهم. كما شجعوا الزراعة والصناعة المحلية وسنّوا سياسات لحماية المنتجين والمزارعين المحليين.
أما فيما يتعلق بالثقافة والفكر، فقد رأينا ظهور بعض الشخصيات المؤثرة مثل الحجاج بن يوسف الثقفي وابنه خالد بن يزيد الذين كانوا يحملون رسالة ثقافية وفكرية غنية ومؤثرة. وقد ساهم هؤلاء الأفراد وغيرهم في تشكيل هوية الأمويين الفريدة التي تجمع بين القيم الإسلامية والتقاليد المحلية المتنوعة.
وعلى الرغم من انتهاء عصر الأمويين بسبب الانقلاب الذي قادته العباسيين، إلا أنه لا يمكن إنكار التأثير الكبير لهذه الحقبة على مسيرة التاريخ الإنساني عموماً وعلى مستقبل العالم الإسلامي خصوصاً. لقد مهدت مؤسسات الدولة وآليات العمل الداخلية المستحدثة طريقاً نحو انتقال السلطة بشكل متماسك عبر القرون التالية وتعتبر نموذجاً يحتذى به للمدنية الحديثة والإدارة الحكومية المنظمة والمعقدة نسبياً مقارنة بما سبقه من نظم قبل الإسلام وبعده مباشرةً ضمن المجتمع العربي القديم.