تتميز اللغة العربية بتنوع أدواتها الدلالية التي تعكس مدى ثراء وعمق المعاني فيها. ومن بين هذه الأدوات المهمة "أسماء الإشارة"، والتي تستخدم لتحديد المسافة والمكان بشكل خاص. سنتناول هنا تفصيلًا حول دور أسماء الإشارة عند وصف الأجسام البعيدة وكيف يمكن لهذه الأساليب اللغوية التأثير على فهم الجمهور واستيعابه للمعنى المراد توصيله.

أنواع أسماء الإشارة للتعبير عن بعد المكان

في سياق الحديث عن مسافات المكان، تنقسم أسماء الإشارة إلى ثلاث درجات رئيسية بناءً على قرب أو بعد الشيء بالنسبة للمتحدث والتابع له:

1. القريب: تشير إلى الأشياء القريبة جدًا وتستخدم عادة مع الضمائر المتصلة مثل "هذا" و"هذه". مثال: هذا البيت جميل جداً.
2. البعيد قليلًا: تُستعمل لوصف الأمور الموجودة أمام ناظري المتحدث لكن ليس بالقرب منه مباشرة؛ وهي تتضمن كلمات مثل: ذاك/ تلك/ هؤلاء/ أولئك. أمثلة: ذاك حصانٌ أبيض اللون وهو يركض بسرعة كبيرة، تلك الفتيات يلعبن كرة القدم بشغف كبير.
3. البعيد كثيرًا: تصف أجساماً خارج نطاق رؤية الشخص الناطق وقد تكون غير واضحة جدًّا إليه؛ بما فيها الفئة الثالثة من أسامي الإشارات وهي 'ذا' المنفردة بالإضافة إلى الجمع المؤنث 'أولائك'. توضيح ذلك عبر التالي: ذَاكُ الجبل الشاهق يخفي خلف غيوم كثيفة، أما أولئك البحارة فموطنهم يعيشون حياة مليئة بالمغامرات البحرية العميقة.

تأثير الاستخدام الصحيح لأسماء الإشارات

من الجدير بالذكر كيف تلعب طريقة تحديد مكان وجود الشيء دوراً حاسماً في رسم صورة ذهنية لدى المستمعين والقراء أيضًا مما يقوي صدقية الرسالة ويضيف عمقا لها وللبيان العام للإطار التصويري للأحداث والأشخاص وغيرهما. وبالتالي فإن اختيار اسم إشارة مناسب سيجعل النص أكثر جاذبية وإيجازا ويعزز قدرته التعبيرية لإقناع جمهوره بخلاصة النقاط الرئيسية المحورية فيه.

وبذلك، يعد التعامل بحكمة مع مفهوم اسماء اشاراة مفصل ضمن علم بلاغتي أمر حيوي لفصاحة الخطاب والقدرة المقنعة للعبارات المقدمة مهما كانت طبيعتها المختلفة سواء أكانت تقارير اخباريه أو روايات قصصیه مثلاً.