الفعل اللازم يُعتبر جزءاً أساسياً من بنية الجملة في اللغة العربية، وهو فعل يأخذ معنى كاملاً بذاته ولا يحتاج إلى مفعول به لإكمال المعنى الدلالي. هذا النوع من الأفعال يتميز بعدم حاجته لتغيير شكله بناءً على العوامل التي قد تؤثر فيه مثل الزمن أو التعدد. بدلاً من ذلك، يعتمد الفعل اللازم على سياق الجملة للتعبير عن الحدث المراد إيصاله للمستمع أو القارئ بشكل مباشر ودقيق.
في التركيب النحوي للجملة، يلعب الفعل اللازم دور الركيزة التي تقوم عليها البنية الرئيسية للإطار الصرفي والجراماتي للفعل. فهو يعكس حالة وجود حدث ما بدون الحاجة لوجود كائن آخر مستقبَل للأفعال -وهو ما يعرف بالمفعول به-. يمكن تمييز هذه الخاصية عند النظر إلى أمثلة شائعة كثيرة مثل "ذهب"، "أنبت الله"، "سافر". هنا، لا يوجد مفعول به ضروري لأداء الوظيفة اللغوية للفكرة المقدمة بواسطة هؤلاء الأفعال.
علاوة على ذلك، يعدّ فهم الفرق بين الفعل المعتل والمؤتلف مهمّا جدا لفهم أدوار كل نوع. بينما تحمل الأفعال المؤتلفة نفس خصائص اللازمة ولكن بما أنها تتغير شكلها بحسب الضمائر المختلفة (هو/هي/هو/نحن...إلخ.)، فإن الأفعال المعتلة هي تلك التي تحتفظ بصورتها الأصلية بغض النظر عما إذا كانت لجنس ذكرأو مؤنث أو جمع أو مفرد. مثال واضح لذلك هو فعل "يعجبني" والذي يتحول إلى "تعجبك" عندما يتعلق بموضوع مختلف؛ لكن يبقى ثابت الشكل بالنسبة لموضوعات أخرى سواء كانوا فردا واحدا أو عددا من الأفراد مجتمعين.
بالإضافة لما سبق ذكره، يساهم تعدّد أنواع الأفعال اللازمة حسب التصريف والإسناد أيضا بكسر رتابة استخدام بعض الأشكال داخل النصوص الأدبية وغيرها مما يؤدي دورا حيويا في ثراء اللغة ومرونتها. وبالتالي، تعتبر معرفة وتوضيح طبيعة ومعاني واستخدامات الفعل اللازم خطوة أساسية نحو إتقان قواعد ومنطق الجمليات بالعربية الفصحى.
