يشير مصطلح "التعصب" غالبًا إلى التحيز السلبي الشديد تجاه مجموعة سكانية معينة بسبب خصائص مميزة لها. هناك العديد من مظاهر التعصب التي تؤثر سلباً على الوئام الاجتماعي والأمان الشخصي. دعونا نستعرض بعض أهم أنواع التعصب:
1. التعصب الديني
غالباً ما ينبع هذا النوع من عدم الاحترام لأفكار وعبادات الطوائف الدينية الأخرى. يمكن أن يصل الأمر إلى اضطهاد متطرف أو حتى أعمال عنف. وللتعامل معه، تحتاج المجتمعات إلى تشجيع التفاهم الثقافي والديني، وتعزيز الحوار بين الأديان.
2. التعصب العرقي
يتعلق هذا النوع بالتوجه العدائي نحو الأشخاص الذين ينتمون لعرق مختلف عن الشخص المحابي. إنه يشكل تهديداً خطيراً للتعددية الثقافية ويمكن أن يديم الاستقطاب الطبقي ويعيق التقدم الاجتماعي والاقتصادي. لذلك، من الضروري تطبيق قوانين مكافحة التمييز وضمان حقوق الجميع بغض النظر عن عرقهم.
3. التعصب الفكري
يتميز هذا الجانب بنشر أفكار واحدة مع امتناع صاحب الرأي عن قبول وجهات نظر مغايرة. وهو يعكس غالباً انخفاض المرونة والفكر النقدي لدى البعض، مما يؤدي بهم للحكم قبل فهم الحقائق كاملة واستبعاد احتمالية الخطأ. إن تنمية الروح العلمية والاستعداد المستمر لفحص الذات هما مفتاح مواجهة هذا التعصب.
4. التعصب الجنسي
يظهر هذا التعصب من خلال الإساءة للأشخاص بناءً على جنسهنّ فقط وليس استناداً لمؤهلاتهنَّ وقدراتهنَّ الفعلية. لقد كان مجال حقوق المرأة مجال حاسم لهذه المعركة خاصة فيما يتصل بمكان العمل والحياة العامة. ومن شأن التعليم والتوعية بأن جميع البشر يستحقون نفس القدر من الاحترام أن يساعد كثيرا هنا.
5. التعصب الرياضي
على الرغم من ارتباط الرياضة بالسلوك النظيف والصحة الجسدية والنفسية، إلا أنها ليست محصنة ضد الاختلال الواضح للسلوك عندما تصبح وسائل للدفاع عن فريق واحد على آخر بل والإساءة له أيضا! وهذا ربما يرجع جزئياً لكيفية تصوير الإعلام لهذه المنافسات وإثارته للعاطفة حولها؛ لكن يجب التأكيد دوماً على الحفاظ على السلامة النفسية والجسدية أثناء المباريات والتركيز على روح الرياضة نفسها وليست الانتماء لفريق بعينه.
6. التعصب السياسي
وأخيراً، فإن المصطلحات السياسية قد تحمل الكثير من المشاعر المؤلمة إذا طغت الأحكام الآحادية عليها وبالتالي استُخدمت لإدامة الخلافات الاجتماعية عوضا عن تحقيق تقدم شامل لكل المواطنين بلا فرق مذهبي أو موقع طبقي لهم. وتعتبر عملية إعادة تعريف السياسة كنظام حكم رادع ودافع للنمو الاقتصادي والسياسي إحدى الوسائل الرئيسية للقضاء عليه لأنه يقوم عادة إما علي تخوف تخيلي وإما تحريض مدروس بطريقة خفية .
إن فهم طبيعة تلك الثماني نسخ مختلفة ولكن ذات الصلة للتعصب أمر أساسي لبناء مجتمع متماسك وتنافسي خيرًا وشمولا وفقا لما جاء القرآن الكريم : { يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم } [الحجرات: ١٣].