التعبير المجازي هو أسلوب لغوي يستخدم فيه اللفظ في غير معناه الحقيقي، بهدف إيصال معنى أعمق أو أكثر دقة. هذا الأسلوب يعتمد على وجود قرينة مانعة من إرادة المعنى الحقيقي للفظ. يمكننا رؤية ذلك في الأمثلة التالية: "استيقظت الشمس" حيث نستخدم كلمة "استيقظت" التي تعني عادة الاستيقاظ من النوم، ولكن هنا نستخدمها مجازيًا لوصف طلوع الشمس.
هناك عدة أنواع من التعابير المجازية، منها:
- التشبيه: وهو مشاركة أمر لأمر آخر في صفة أو أكثر، مع التركيز على أن هذه الصفة أقوى في المشبه به. مثال: "الفلاح كالغيمة في العطاء". هنا، الفلاح والغيمة يشتركان في صفة العطاء، ولكن عطاء الغيمة أكثر وأوسع.
- الاستعارة: هي تشبيه بليغ حذف فيه أحد طرفيه. تنقسم الاستعارة إلى ثلاثة أنواع:
- استعارة تصريحية: حيث يحذف المشبه (الركن الأول) ويصرح بالمشبه به. مثال: "نسي الطين ساعة أنه طين". هنا، الشاعر شبه الإنسان بالطين، ولكن لم يذكر الإنسان مباشرة.
- استعارة مكنية: حيث يحذف المشبه به (الركن الثاني) ويذكر صفة من صفاته تدل عليه. مثال: "حدثني التاريخ عن أمجاد أمتي فشعرت بالفخر والاعتزاز". هنا، التاريخ لم يذكر مباشرة، ولكن ذكر ما يشير إليه، وهو قوله: "حدثتني".
- استعارة تمثيلية: أصلها تشبيه تمثيلي حذف فيه المشبه (الهيئة الحالية) وذكر المشبه به (الحالة والهيئة السابقة). مثال: "لكل جواد كبوة". هنا، تشابه الموقف الحالي بالموقف القديم الذي قيلت فيه المثل.
- الجناس: هو تشابه اللفظين في النطق مع اختلاف في المعنى. ينقسم الجناس إلى نوعين:
- الجناس التام: حيث يتفق اللفظان في نوع الحروف، وعددها، وترتيبها، وحيئاتها (الحركات والسكنات)، مع اختلاف في المعنى. مثال: "وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ* أَلَّا تَطْغَوْا فِي الْمِيزَانِ* وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ وَلَا تُخْسِرُوا الْمِيزَانَ". هنا، كلمة "الميزان" تكررت دون تغيير في شكلها، ولكن بمعانٍ مختلفة.
- الجناس غير التام (الناقص): حيث يختلف اللفظان في نوع الحرف أو عددها أو هيئتها أو ترتيبها مع اختلافها في المعنى. مثال: "فَأَمَّا الْيَتِيمَ فَلَا تَقْهَرْ * وَأَمَّا السَّائِلَ فَلَا تَنْهَرْ".