شعر الجسم، والذي يُعتبر غالبًا جانبًا غير ملحوظ من جسم الإنسان، يلعب دوراً حيوياً ومهمّاً في عدة جوانب صحية وبيئية. أولاً، هذا الشعر يعمل كحاجز طبيعي ضد العوامل الخارجية الضارة مثل البرد والأتربة والجراثيم. فهو يحافظ على درجة حرارة ثابتة للجسم ويمنع الرطوبة الزائدة التي قد تتسبب في التعرض للإصابات الجلدية.
ثانياً، يساعد شعر الجسم أيضاً في عملية تنظيم درجة حرارة الجسم. عندما تكون الظروف الطقسية شديدة البرودة، يبدأ الجسم بإنتاج المزيد من الدهون تحت سطح جلد الإنسان مما يعزل الحرارة داخل الجسد. بالإضافة إلى ذلك، فإن الشعرات الصغيرة الموجودة بالقرب من فروة رأسنا تعمل كوحدة حرارية صغيرة تساعد في الاحتفاظ بالحرارة.
في الجانب البيولوجي، يعد شعر الجسم جزءاً أساسياً من نظام الدفاع الطبيعي لجسم الإنسان. بعض أنواع شعر الجسم تحتوي على خلايا تسمى "خلايا ميركل"، هذه الخلايا تكتشف اللمس وتنقل الرسائل إلى الدماغ بشأن ما يحدث على سطح الجلد. وهذا يمكن أن يساهم بشكل كبير في تحسين حساسية اللمس والحماية من الإصابات المحتملة.
أخيرا وليس آخرا، تشير الأبحاث الحديثة إلى أن شعرات الوجه لدى الرجال لها علاقة بالتواصل الاجتماعي والعلاقات بين الناس. دراسات أجريت حول تأثيرات نمو الشارب واللحية وجدت أنها تعكس قوة الشخصية والثقة بالنفس. وبالتالي، يحمل شعر الجسم أكثر بكثير مما نعتقد عادة؛ إنه ليس مجرد زينة خارجية بل له وظائف بيولوجية واجتماعية مهمة أيضا.
