رغم الجهود المبذولة لتحسين مصادر المياه العالمية باستخدام تقنية الاستمطار الصناعي، إلا أنها تحمل بعض السلبيات التي تستحق المناقشة. هذه التقنية تعتمد بشكل أساسي على حقن المواد الكيميائية في الغلاف الجوي لتشجيع تكون الأمطار. بينما يبدو هذا الحل جذابا لحل مشكلة نقص المياه، هناك العديد من الآثار الجانبية السلبية التي تحتاج إلى الاعتبار.
أولاً، قد تتسبب هذه العمليات في تغييرات غير مرغوب فيها في نمط هطول الأمطار الطبيعية. يمكن أن تؤدي زيادة كمية الأمطار المحسنة صناعياً إلى تغيرات كيميائية في التربة والمياه الجوفية، مما يضر بالنباتات والحياة البرية. بالإضافة إلى ذلك، تعريض الهواء لمثل هذه الكميات الكبيرة من المواد الكيميائية يمكن أن يؤثر سلباً على الصحة العامة وقد يشكل خطراً خاصاً للأفراد الذين يعانون بالفعل من أمراض الجهاز التنفسي.
ثانياً، تكلفة تشغيل البرامج والاستثمار الأولي لهذه التقنية عالية جداً. الأمر الذي يجعل الوصول إليها غير عملي بالنسبة للدول ذات الدخل المنخفض والتي غالباً ما تكون هي الأكثر حاجة للمياه المتجددة. علاوة على ذلك، فإن نجاح عملية الاستمطار ليس مضموناً دائماً؛ فقد تخفق محاولات تحفيز الأمطار، وبالتالي يتم استنزاف الموارد بدون نتيجة فعالة.
وأخيراً، هناك القلق بشأن التأثير المستدام طويل الأمد للاستمرارية طويلة المدى للتقطير الصناعي. قد يحدث اختلال بيئي إذا تم استخدامها بصورة كثيرة وكفاءتها ليست ثابتة دائمًا، وهذا يعني أنه بدلاً من حل المشكلة، قد نكون نخلق تحديات جديدة ومعقدة أكثر مع مرور الوقت. لذلك، حتى عندما تبدو الفكرة جذابة وواعدة، فإنه ينبغي النظر بكل عناية في جميع العواقب قبل تنفيذ مثل تلك المشاريع واسعة النطاق.
إن فهم المخاطر المرتبطة بتقنية الاستمطار الصناعي أمر ضروري لصنع قرارات مستنيرة حول كيفية إدارة موارد المياه لدينا بطريقة مسؤولة ومستدامة.