لقد كان مجال الكيمياء أحد أكثر المجالات العلمية تنوعا وتأثيرا عبر التاريخ، ولعبت الأبحاث حول الأحماض والقواعد دورا محوريا في تقدم هذا الفرع الحيوي. يرجع الفضل إلى العديد من كبار الكيميائيين الذين سعوا لفهم طبيعة هذه المركبات وكيف تتفاعل مع بعضها البعض مع البيئة المحيطة بها.
في القرن الثامن عشر الميلادي، قدم العالم الدنماركي نيكولاي ثورستين بورنهولت مخططاً أولياً للتمييز بين الحموضة والقاعدية بناءً على قدرة المواد المختلفة على تغيير ألوان مؤشرات الطلاء مثل روتوزول (وهو ما يعرف الآن بمؤشر اللون). ولكن كانت هناك حاجة لتطور نظرية متكاملة توضح سلوك الأحماض والقواعد بشكل أدق وأكثر شمولا.
وفي نهاية القرن نفسه، جاء العالم سويدي كارل ويلهيلم شيل وجلسيان بيرتيليوت بأساسيات نظريات تفصيلية للحموض والقواعد. اقترح شيل أن الحموض هي أنواع مركبة تحتوي على الهيدروجين والتي يمكن فصلها عنه تحت ظروف معينة بينما تعتبر القواعد مواد قادرة على امتصاص تلك الجزيئات المنفصلة للهيدروجين. أما بالنسبة لبيرتيليوت، فقد أكد على دور الأيونات H+ وOH- كمكونات أساسية لحساب مدى قوة حمضية أو قاعدية للمواد الكيميائية الأخرى.
مع بداية القرن العشرين وبداية ظهور علم التحليل الكهربائي الحديث، بدأت دراسة التركيب الداخلي للأحماض والقواعد تأخذ منحى جديد تماما وذلك بفضل أعمال كلود لويس الرائدة التي طورت فكرة زوج الإلكترونات المشترك بين ذرات مختلفة داخل الجزيء الواحد، مما مهد الطريق لأعمال لاحقة مثل those by Brønsted and Lowry who developed the more commonly used concept of acid-base reactions involving proton transfer rather than sharing electrons between atoms within a molecule itself.
منذ ذلك الوقت حتى يومنا الحالي، استمرت البحوث مستمرة في تطوير مفاهيم جديدة وفهمه العميق لكل مرحلة من مراحل عملية التعرف على خواص الأحماض والقواعد ومعرفة تأثيرها الكبير ليس فقط ضمن حدود المعمل بل وفي الحياة اليومية أيضا سواء في الصناعة الغذائية والصيدلانية وكذلك في مجالات الهندسة والتكنولوجيا النانوية وغيرها الكثير. إن المسيرة المتواصلة نحو تحقيق تقدُّمٍ عميق بفهم لهذه المفاهيم ستظل مهمة أساسية ضمن إطار الكيمياء الحديثة وما بعدها أيضًا.