ملخص النقاش:
جدلية المثابرة والإقرار
تمثل المناقشة الراهنة درسا قيما في جدليات الوصول إلى "الحقيقة المطلقة". حيث طرح أحمد عبد الناصر البصري موضوعا مثيرا يدفع المساهمين للدفاع عن نقاط نظر متنوعة تتراوح بين الإيجابية والمخاوفة تجاه فكرة بلوغ المعرفة النهائية.
افتتح "بلبلة الصديقي" النقاش باستشكالات بناءة حول التعقيد الطبيعي للإنسانية في فهم الحقيقة، مُشددا على التأثيرات اللحظية للزمن والثقافة والتكنولوجيا والتي تسهم جميعها في تشكيل وتغيير المفاهيم والمعارف. بينما ردّت عليها هبة المدني بحماس أقل قليلا، معتبرةً أن الفلسفة الغربية لا تزال توفر خارطة طريق لقراءة وتفسير الحقائق العمياء عبر الحقب المختلفة.
ثم جاء فاروق بن إدريس ليطرح رؤية أحادية أكثر تشاؤمية لمفهوم الوصول إلى الحقيقة المطلقة، مدعيا انعدامه وأن الانفتاح الذاتي هو الحل الأنسب لهذه الازدواجية المعرفية. وفي المقابل، يؤكد البلبلة الصديقي على حاجتنا الدائمة لاستكشاف حدود معرفتنا الهشة عوضا عن ادعاء صحتها النهائية.
يسلط يسرا بن إدريس الضوء على أهمية التمسك بالقيم الأخلاقية والحفاظ عليها أثناء رحلات الاكتشاف المستمرة للحقائق الجديدة. ويتابع سفيان الدين الكتاني الخطوط الرئيسية للنظاميين السابقين، داعيا كذلك للاستناد المرن لكل من التجارب الحديثة والكلاسيكية لحماية مكانتنا كباحثين متحضرين.
وفي ختام الحديث, يُوافق لطفي الدين السبتي بشدة برفض أي شكل من أشكال الرجعية الفكرية ولكنه يحذر أيضا من خطر الانغماس الكبير في النقد بدون تحديد حدٍ ثابت للسياقات المشروعة للمعارف البشرية.
