تُعتبر المعرفة العلمية جزءاً أساسياً من الحراك المعرفي البشري، وهي تتسم بعدد من الخصائص التي تميزها وتجعلها قابلة للتطبيق والتكيّف مع التقدم المستمر للعلم. أول هذه الخصائص هو قابلية التحقق التجريبي، إذ ينبغي أن تكون النظريات والأفكار القابلة للتحقيق عبر التجارب الصارمة والمراقبة الدقيقة. هذا الشكل من الرصد يؤكد دقة الفرضية ويستبعد الاحتمالات غير المنطقية.
ثانياً، تعتمد المعرفة العلمية على المنطق والعقلانية. يتم بناء الأفكار والنظرية باستخدام الخطوات العقلانية مثل جمع البيانات، تحليلها، وصولاً إلى الاستنتاجات المنطقية. هذا يعني أنه كلما كانت العملية أكثر منطقية وأكثر توثيقا، ازداد اعتراف المجتمع العلمي بذلك البحث كمعرفة علمية حقيقية.
بالإضافة إلى ذلك، تتمتع المعرفة العلمية بالقدرة على التطور والتغيير. فالعلم ليس ثابتاً؛ فهو دائماً ما يتطور ويتغير بناءً على اكتشافات جديدة ودلائل تجريبية أخرى. وهذا ما يسمح بالتقدم المستمر والفهم الأعمق للأحداث الطبيعية والواقع الاجتماعي.
أخيراً، تشجّع المعرفة العلمية على التفكير النقدي والتحقق الذاتي. العلماء يستخدمون مجموعة متنوعة من المناهج لإعادة النظر في نظرياتهم وملاحظاتهم الخاصة بهم بشكل مستمر. يهدف هذا النهج إلى تصحيح الأخطاء واستكمال الثغرات في الفهم الحالي.
في المجمل، تعد خصائص المعرفة العلمية - والتي تشمل القدرة على التحقق، الاعتماد على المنطق، القدرة على التطور، والشجاعة في مواجهة الذات - هي الجوانب الرئيسية التي تحدد طبيعة ونوعية المعرفة العلمية.