في يوم تاريخي غير مسبوق بتاريخ البشرية، وفي العام ١٩٦١ ميلادية تحديداً، حقّق الاتحاد السوفيتي إنجازا علمياً كبيراً مع وصول رائد الفضاء الروسي يوري غاغارين إلى مدار أرضي. كان هذا الحدث الباهر نقطة تحوّل فاصلة في سباق الفضاء بين القوتين العظميين آنذاك - الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفييتي.
بدأ رحلة غاغارين عندما انطلق بواسطة المركبة الفضائية "فوستوك-1"، التي أهدت العالم تجربة فريدة لأول مرة تدخل فيها الحياة البشرية عالم الفضاء الخارجي بشكل مباشر ودائري حول كوكب الأرض. كانت الرحلة متكاملة بكل جوانبها العلمية والتكنولوجية والعسكرية، مما أكسبها شهرتها العالمية ودونها اسمها بحروف ذهبية في صفحات كتب التاريخ.
استغرقت مهمته مده قصيرة نسبياً، حيث استمر دوران غاغارين حوالي الارض لمدة 108 دقيقة فقط، لكن هذه اللحظات القصيرة تركت بصمة عميقة ومؤثرة ليس فقط علي مستوي القصص الخبرية والإعلامية ولكنه أيضا تأثر بها علماء وباحثون وفلاسفة وشعراء وغيرهم العديد ممن تناولوا موضوع "الفضاء" بطرق مختلفة ومتنوعة منذ ذلك الحين حتى اليوم الحاضر.
بعد عودته الآمنة إلى الأرض، أصبح يوري غاغارين رمزا وطنيا وروحيّا للروس وسكان العالم السوفيتي السابق بتقدير وتبجيل كبير لكل ما قدمه وطموحاته وآمال شعبه وأمتّه الواسعة النطاق والتي تحمل ثقل آمال الإنسانية جمعاء نحو المستقبل الزاهر للأرض والسماء وكل ما هو أبعد منها بكثير!