الكتابة المسمارية، التي تعتبر واحدة من أولى الأشكال المعروفة للكتابة، ظهرت لأول مرة في بلاد ما بين النهرين حوالي القرن الرابع والثلاثين قبل الميلاد. هذه الطريقة الفريدة من الكتابة كانت تستخدم حروفاً تشبه الحفر مصنوعة باستخدام عصا خشبية مدببة تُعرف باسم "قلم الرصاص".
بدأت استخداماتها الأولى كطريقة لتوثيق الإدارة المالية والحسابات التجارية. مع مرور الوقت، توسعت لتشمل النصوص الدينية والقانونية والأدبية أيضًا. تم العثور على العديد من الأمثلة البارزة لهذه الكتابة على ألواح الطين والمواد الأخرى القابلة للتأثر بالحرارة، والتي ساهمت بشكل كبير في فهمنا التاريخي والثقافي لكلا حضارتي سومر وآكاد اللتان ازدهرتا خلال تلك الفترة الزمنية الهامة جداً.
على الرغم من أنها لم تعد مستخدمة اليوم، إلا أن قيمة الكتابة المسمارية باقية بسبب دورها الحيوي في تسجيل وتراث ثقافة قديمة غنية ومتنوعة. هذا النظام الكتابي يرمز إلى بداية التدوين المنظم للمعلومات والمعرفة البشرية وهو جانب أساسي في التطور الإنساني نحو التعلم والتقدم المعرفي.