كانت الحضارة الرومانية واحدة من أكثر الثقافات تأثيرًا وتطورًا في تاريخ البشرية. بدأت كمدينة دولة صغيرة في إيطاليا القديمة لتتحول لاحقاً إلى الإمبراطورية التي امتدت لأكثر من مليون ميل مربع، بما فيها أجزاء كبيرة من أوروبا وإفريقيا وآسيا. هذا الانتشار الواسع يعكس القدرة الهائلة والإدارة الفعالة التي تمتعت بها روما خلال فترة ازدهارها.
من الناحية الهندسية والعمرانية، ترك الرومان بصمة واضحة لا تزال موجودة حتى اليوم. إن بناء الأبنية الضخمة مثل قوس قسطنطين وكولوسيوم وروما كولوسيوم خير دليل على مهاراتهم المعمارية الرائعة. كما تميزوا باستخدام الجسور والقنوات المائية وأنظمة الصرف الصحي المتقدمة للغاية. نظام الطرق الذي بنوه (Via Appia) ما زال يستخدم حتى الآن ويعتبر واحداً من أول شبكات نقل حديثة معروفة في العالم القديم.
وفي ميدان القانون والنظام العام، قدم الرومان النظام القانوني الشهير المعروف باسم "القانون المدني"، وهو أساس الكثير من النظم القانونية الحديثة حول العالم. بالإضافة إلى ذلك، أسست الجمهورية الرومانية مبدأ الديمقراطية البرلمانية والذي أصبح نموذجاً يحتذى به لكثير من الدول فيما بعد.
أما بالنسبة للعلوم والتكنولوجيا، فقد ساهم العلماء والفلاسفة الرومان بشكل كبير. اكتشاف الطبقة العليا للأرض (الأرض الرقيقة) بواسطة بطليموس كان خطوة مهمة نحو فهم تشكيل الأرض. بينما عمل العلامة فارابيو على تطوير الرياضيات وخاصة الهندسة.
بالإضافة لذلك، كانت الحضارة الرومانية رائدة في الفنون والآداب أيضاً. الكتاب الشعراء مثل فيرجيل وأوفيد كتبوا أعمالا أدبية مازالت تحظى باحترام واسع حتى يومنا هذا.
إن هذه الإنجازات وغيرها كثيرة هي شهادة علي عظمة الحضارة الرومانية واستدامتها عبر الزمن.