كانت حضارة سومر، الواقعة بين نهري دجلة والفرات في جنوب العراق الحديث اليوم، واحدة من أقدم الحضارات الإنسانية، والتي ازدهرت منذ حوالي العام 4500 قبل الميلاد. وقد تركت لنا هذه الحضارة إرثاً غنياً بالإبداعات والتقدم في العديد من المجالات الحيوية. وسنتناول هنا بعضاً من أهم إنجازاتها البارزة عبر التاريخ:

الإنجازات الزراعية

بفضل موقع سومر الخصب قرب الأنهار المتدفقة، حققت الحضارة السومرية تقدماً ملحوظاً في مجال الزراعة. لقد طوروا تقنيات ري متقدمة تتضمن إنشاء شبكات متشعبة للقنوات والسدود التي عززت نمو المحاصيل بشكل كبير. وكانت زراعتهم متنوعة للغاية، بما فيها الشعير والذرة والحبوب المختلفة مثل البرسيم والعدس، إضافة إلى الفواكه وزيتون الشجرة الشهير "السِمسَم". كل ذلك جعل منهم مجتمعاً مزدهراً ذات الاكتفاء الذاتي الغذائي.

المساهمة التجارية الهائلة

نظراً لموقع سومر الاستراتيجي عند مصب نهرَيْ دجلة والفرات، تطورت تجارتها البحرية والجوية؛ مما فتح أبواب التواصل التجاري العالمي أمامها. شيدوا ميناءً صناعياً حديثاً ومراكب بحرية لتيسير حركة نقل البضائع للأصناف كالذهب والمعادن الأخرى والبخور والعطور وغيرها الكثير عبر طرق تجارية تربط الشرق الأدنى بالحوض الشرقي للبحر المتوسط وغرب الصين وآسيا الوسطى وأوروبا الغربية.

الانجازات التصنيعية والصناعات التحويلية

استطاعت مهارات حرفيي سومر تحقيق تقدم مذهل في القطاع الصناعي، فأتقنوا إنتاج أدوات منزلية عالية الدقة وكبيرة الحجم مصنوعة من مواد طينية محلية المصدر كنُّون الخُزف اليدوي المصبوغ بالألوان الجميلة الممتعة للعين البشرية فضلاً عمّا سبق ذكره سابقاً وهو استخدام الخامات المعدنية للتزيين الشخصي وذلك يعد بداية ميلاد عصر جديد للإنسان المعاصر فيما يعرف الآن بالعصر البرونزي القديم.

إسهامات كبيرة في دراسة علوم الطبيعة والنبات والكواكب والكيمياء بحسب حسابات رياضية دقيقة

حقَّقَ علماء سومريون اكتشاف قيمة الرياضيات التطبيقية لدراسة الظواهر الفلكية مثل دوران الأرض حول نفسها وردائها السنوي حول الشمس وما يُعرف بتغيرات القمر والمد والجزر بغلاف المحيطات. ويتضح تفاني هؤلاء العلماء الكبير عندما يتعلق الأمر بفهم طبيعة الحياة النباتية والإنسان نفسه وعلى نحو مطلق علم الأحياء القديمة القديمة بزمنهم حين صنعوا كتب تعليمية تضمنت الرسومات البيانية لمسلسلات حيوانات ونباتات مختلفة مع ذكر خصوصيتها وأنواع جنسيتها .

الهندسة المعمارية والديكورات الداخلية للفخامة والبهاء

تظهر أعمال مهندسين معماريين موهوبين أفكار ذهن المُبدِعين تلك عبر بنائهم هياكل ومعابد ومعسكرات قلعة رائعة التفاصيلة وزخارف هندسية مُعلقة لسقف القاعة الرئيسية لهيكل معبد زيوس ضمن مجمع قداس Ur والذي مازالت خرابان شاهداً عليه ليومي هذا..كما رسم الفنانون لوحات ثلاثية الأبعاد نابضة بالحياة تُدلل بشهادتها مدى رواج الفن التشكيلي بسومّر آنذاك سواء أكانت صور النساء المجتمع الأمثل حينئذٍ وصولاً لرسم مشاهد يوميات الحرب والطبيعة الوصفية الحيوان المقترنة برسومات تاريخ الفرسان العرب السابقين.

إلهام الثقافة الأكادية لاحقاً

تأثر الإله الملك الأكدي حمورابي الكبير بإنجازات شعب شعب مملكة سومر كثير الإنتاج الروحي والفكري فتأسَّى بهم كثوب ملء العين حينما شرع بنشر قوانينه الشهيرة والتي تعتبر أول مرجع قانون مدون معروف باسم «كتاب القانون» نسبة لصاحبة المؤلف عنه. وهكذا فإن تأثير سومر الكبير على العالم المحيط بها ليس محدودٌ فقط بمoundry حدود بلاده ولكن امتد أثره التاريخي أكثر بكثير شمال شرق باتجاه غرب آسيا كمصر حاليًا وكذلك اتصل اتصال مباشر مع اليونان وروما وفق وجهة نظر المؤرخین المؤرخين القدامى.

ختاماً, تمتعت حضارة سومر بتاريخ زاخر بالإنجازات المتنوعة التي طبعت بصمات واضحة علي صفحات مجريات حيات البشر الأولى مهددة بذلك الطريق للحضارات التالية لها بالنقل والاستلهام منها بلا شك لما هو أبعد جغرافياً وأكثر حداثة تكنولوجياً كذلك!