بعد فترة طويلة من الازدهار والتأثير الكبيرين في التاريخ الإسلامي والعربي، بدأت دولة المماليك تتراجع بشكل ملحوظ في القرن الخامس عشر الميلادي. هذه الفترة التي شهدت بداية النهاية للدولة المملوكية كانت نتيجة لعدة عوامل داخلية وخارجية.
من الناحية الداخلية، واجهت الدولة تحديات سياسية واقتصادية كبيرة. الفوضى السياسية المتكررة والصراعات بين الحكام أدت إلى ضعف السلطة المركزية وضعف الإدارة العامة. بالإضافة إلى ذلك، أثرت الأزمات الاقتصادية مثل الانخفاض في إنتاج القطن - أحد أهم المنتجات المصدرة للمماليك - سلباً على اقتصاد الدولة.
أما على الصعيد الخارجي، فقد شكل الاتصال المتزايد مع أوروبا وظهور الدول الأوروبية القوية تهديدات غير مسبوقة. غزو البرتغاليون لمصر عام 1517 كان نقطة تحول حاسمة، مما أدى مباشرة إلى سقوط السلطنة المملوكية تحت الحكم العثماني بعد سنوات قليلة فقط.
في خضم كل هذا، رغم المحاولات العديدة لإعادة بناء وتوحيد البلاد، إلا أنها جاءت متأخرةً جداً ولم تكن كافية للتغلب على الضغط الداخلي والخارجي المشترك. بذلك انتهت واحدة من أكثر الدويلات العربية تأثيراً في تاريخ الشرق الأوسط الحديث، تاركة خلفها تراثا ثقافياً وفنياً ضخماً ما زال يُدرس ويُحتفى به حتى اليوم.