دومينيكا وجمهورية الدومينيكان، وإن كانتا تحملان اسم "الدومينيك" في تسمياتهما الرسمية، إلا أنهما تتمتعان بتقاليد تاريخية وثقافية وجغرافية فريدة تميز كلٍّ منهما عن الأخرى. هذا المقال يهدف إلى إبراز هذه الاختلافات بشكل واضح.
تقع دومينيكا في جزر الأنتيل الصغيرة، وهي دولة مستقلة ضمن كومنولث الأمم وتشتهر بتاريخها العريق كمستعمرة فرنسية ثم بريطانية قبل استقلالها عام 1978. تتمثل أهميتها السياحية بمناظر طبيعية خلابة تشمل البراكين النشطة والبحيرات البركانية والشلالات الغزيرة التي تضفي عليها طابعاً بديعاً ومدهشاً. اقتصاد البلاد يعتمد بشكل كبير على الزراعة والسياحة.
من جهة أخرى، جمهورية الدومينيكان هي دولة اتحادية كاريبية تقع أيضاً ضمن منطقة البحر الكاريبي ولكنها جزء من الجزيرة الكبيرة هايتي وسانتو دومينغو والتي سميت باسم المستكشف الإسباني كريستوفر كولومبوس. تحتل الجمهورية الجزء الشرقي الأكبر لهذه الجزيرة وتمتلك تاريخاً غنياً بدأ باكتشاف الأمركيين لأوروبا عبر اكتشاف الجزر الكاريبية وانتهاءً بالاستقلال عنها بعد قرن ونصف قرن تقريباً. يعد الاقتصاد هنا مزيجاً متنوعاً يشمل الصناعة والتعدين والسياحة بالإضافة للقطاع الزراعي التقليدي.
بالرغم من التشابه الاسمي، فإن تجارب هذان البلدَين مختلفةٌ للغاية؛ فقد نالت دومينيكا استقلالا كاملاً منذ بداية القرن الثامن عشر بينما ظلت جمهورية الدومينيكان تابعة للإمبراطورية الإسبانية لمدة طويلة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية وحصلت أخيرا على حريتها عقب ثورة دامت لسنوات عدة ضد حكم رافائيل تروخيلو. كما أنها تستضيف أحد أكثر المواقع المقدسة لدى المسيحيين وهو كاتدرائية سانتو دومينغو دي غوادالوپي المعروفة باسم بازيليكا أميركية لاتينية حيث يتم الاحتفال بيوم القديس بطرس وبولس سنويا.
وفي الختام، رغم ارتباط أسماء الدولتين بنفس اللغة والأصول الأوروبية المشتركة، توضح مقاربة بسيطة للتاريخ والثقافة أنهما بالفعل دولتين متميزتين تمام التميز.