الفلسفة، كعلم ينقب عن جوهر الوجود والحقيقة ومعنى الحياة، شهدت طفرة هائلة منذ عصر النهضة الأوروبية وحتى يومنا هذا. بدأت هذه الرحلة الفكرية مع الثورة العلمية التي أدت إلى ظهور المنهاج التجريبي للفلسفة، والذي شدد على دور التجربة والإثبات العملي في بناء المعرفة.
في القرنين السابع عشر والثامن عشر، ازدهر ما يعرف بالمنهاج العقلاني الذي يقود الحجة نحو استخدام العقل منطقيًّا وفنياً لفحص القضايا الفلسفية. هنا برز أسماء مثل ديكارت، سبينوزا وهوبز الذين وضعوا اللبنات الأولى للتفكير العلمي والفلسفي الحديث.
وفي مرحلة لاحقة، جاء المنهاج النقدي، وهو نهج يركز بشكل كبير على نقد الأفكار والقيم والممارسات الاجتماعية لتحديد قيمتها وملاءمتها. كان كانط وأنجل رائدين بارزين في تطوير هذا الاتجاه الفكري.
أما خلال القرن العشرين، فقد ظهرت العديد من المدارس الفرعية ضمن المناهج الرئيسية الثلاثة السابقة، بما فيها فلسفات الواقعية الجديدة، الوضعية المنطقية، التحليلية البريطانية وغيرها الكثير. كل منها يحاول تقديم رؤيته الخاصة حول كيفية فهم العالم وكيف يمكن للمعرفة البشرية تحقيق الأفضل.
اليوم، تستمر الفلسفة في التطور والتغير وفقاً للتقدم المعرفي والعلمي المستمر. إنها رحلة مستمرة نحو البحث عن الحقيقة والفهم العميق للإنسان وعلاقته بالمحيط الخارجي له.