تعتبر "الكتلة الحية"، والتي تعرف أيضاً بالبوماديوماس الحيوي، أحد العناصر الرئيسية في النظام البيئي. وهي تشير إلى الوزن الإجمالي لكافة الكائنات الحية داخل منطقة معينة خلال فترة زمنية محددة. هذا التعريف يشمل كل الأنواع النباتية والحيوانية بما فيها البكتيريا والفطريات والأعشاب الصغيرة والكبيرة والثدييات وغيرها الكثير.
في سياق علم البيئة، تعد الكتلة الحية مؤشر مهم للصحة العامة للنظام البيئي. فزيادة الكتلة الحية غالبًا ما تعني وجود تنوع بيولوجي كبير ونظام غذائي متوازن بين مختلف الأنظمة الغذائية المختلفة مثل المنتجين والمركبين والمستهلكين. بالإضافة لذلك، يمكن استخدام قياسات الكتلة الحية كوسيلة لمراقبة التأثيرات البشرية والتغيرات المناخية على الحياة البرية.
على سبيل المثال، قد يؤثر الانحباس الحراري العالمي بشدة على بعض المناطق الجغرافية مما يغير توازن الكتلة الحية المحلية. فقد تتسبب درجات حرارة أعلى أو ظروف رطوبة غير طبيعية في انخفاض أعداد أنواع معينة بينما تصبح أنواع أخرى أكثر انتشاراً. وبالتالي فإن دراسة تغيرات الكتلة الحية توفر نظرة ثاقبة حول سلامة وسلاسة سير النظام البيئي.
ومن الجدير بالذكر هنا أنه رغم أهميته النظرية، إلا أن حساب تقديرات دقيقة للكتلة الحية عادة ما يكون أمرًا صعبًا بسبب الاختلافات الموسمية والإقليمية الشديدة واتصال العديد من عوامل التركيب السكاني والعوامل الفيزيائية الأخرى بهذا القياس. ومع ذلك، يستمر البحث العلمي في تطوير أساليب جديدة لتحقيق هذه المهمة بشكل أكثر دقة وكفاءة.