يعدّ المنهج التجريبي أحد أهم أساليب البحث العلمي التي تتبعها الفروع الأكاديمية المختلفة لتفسير الظواهر وتحقيق النتائج القابلة للتعميم. يتميز هذا المنهج بتصميماته المنظمة بدقة وتطبيقاته العملية الواسعة، مما يجعله أساساً قوياً للبحث العلمي الحديث. سنتناول في هذه الدراسة المتعمقة معالم وأساسيات المنهج التجريبي، بما يشمل مكوناته الرئيسية وأصوله التاريخية وتأثيره المستمر على مجالات المعرفة الإنسانية.
الأصول التاريخية للمنهج التجريبي
يمكن إرجاع جذور المنهج التجريبي إلى عصر التحول الرعوي والثورة الزراعية حيث بدأ الإنسان يفكر بشكل منهجي وعلمي حول العالم الطبيعي. ومع ذلك، فإن بداية استخدام المصطلح "التجريبية" تعود تقليدياً إلى القرن السابع عشر عندما طرح فرانسيس بيكون وفريدريك باكون نهجهما التجريبي كرد فعل ضد الطرق التقليدية الاستنتاجية للحجة العقلانية. وقد أكدت أفكارهم على جمع البيانات المباشرة من خلال التجارب الفيزيائية كوسيلة لتعزيز الفهم الحقيقي للعالم.
تصميمات المنهج التجريبي
- تصميم التجربة: هو القلب النابض لأي بحث تجريبي. ينطوي التصميم الجيد للتجربة عادةً على تحديد فرضيات واضحة، وخلق مجموعتين للتحكم والتجارب، وضمان مراقبة جميع المتغيرات باستثناء تلك التي يجري اختبارها مباشرةً - وهو ما يُطلق عليه اسم "متغير واحد فقط". وهذا يساعد الباحثين على استخلاص نتائج موثوقة ودقيقة ذات صلة بالفرضية المدروسة.
- **تحليل البيانات»: بعد جمع بيانات من مجموعة متنوعات من المواقع والمشاركات والأحداث وغير ذلك الكثير، يأتي دور تحليل البيانات الهادئ والعلمي لإعطائها شكل منطقي ومنظم يمكن فهمه واستخدامه لاستنباط الأفكار والإرشادات الجديدة. يستخدم العديد من الباحثين الآن وسائل حديثة مثل البرمجيات الإحصائية لتحلل كميات كبيرة وكبيرة جداً من البيانات بكفاءة وفعالية أكثر مقارنة بطرائق يدوية قديمة كانت مضنية ومستغرِقَةٍ وقتًا طويلًا جدًا قبل ظهور هذه الأدوات الحديثة بسنوات عديدة!
إن القدرة على تنظيم إجراءات البحث بدقة واتباع طريقة منظمة ومتوافقة معه هي ما يجعل المنهج التجريبي عضو ذو فائدة عالية ضمن ترسانة أدوات المساعي المعرفية البشرية اليوم وغداً حسب تقدير الفلاسفة والمعرفيين الذين يؤكدون احترامهم لصراحة النهج العلمي المبني على الدقة والمنطق والاستدلال الصحيح . إن رؤية القيمة الهائلة لهذه المقاربات العلمية وما يترتب عليها من نظريات مفيدة للغاية لعب دوراً رئيسيًا أيضًا بالنسبة لعالم الأعمال والعلوم الاجتماعية الحيوية الأخرى داخل مجتمع العلوم الحديث عموما.
