يساهم علم النفس التربوي بشكل كبير في تحسين بيئة التعلم وتجربة الطالب داخل النظام التعليمي. يستند هذا الفرع من دراسة علم النفس على عدة خصائص أساسية تسهم في تعزيز القدرات المعرفية طوال رحلة التعلم. أولى تلك الخصائص هي الجانب العاطفي؛ فهو يلعب دوراً حيوياً في مساعدة المعلمين على فهم مشاعر طلابهم واحتياجاتهم الشخصية، مما يعزز قدرتهم على إدارة الفصل الدراسي بكفاءة وفهم احتياجات المتعلمين المختلفين.
ومن بين أهم سمات علم النفس التربوي أيضاً مهارة الاتصال الفعال، والتي تتضمن أكثر من مجرد الاستماع - بل تتطلب الحضور الكامل والتركيز أثناء التواصل. هنا تلعب لغة الجسد دورًا رئيسيًا في إيصال الرسائل غير اللفظية لفهم السياق العام للتفاعلات البشرية. بالإضافة لذلك، فإن حل المشكلات يعد جزءًا أساسياً من تخصص علم النفس التربوي، حيث يقوم بتوجيه تطبيق الدراسات والأبحاث لحالات واقعية لمشاكل تواجه الطلبة مثل صعوبات التعلم والفهم.
وفي ظل احترام حقوق الإنسان والقوانين الأخلاقية الدولية، تحتل القيم والمعتقدات أخلاقيَّة مكانة بارزة ضمن مجالات الخبرة الخاصة بهذا النوع من علوم النفس. فعلى العاملین فیھا اتباع مدونة سلوك واضحة قائمة علی تقدیم الدعم والإرشاد للأطفال والشباب بما یلائم مستویاته العمرانیة المختلفة، حیث یكون التصرف کما لو کانت الأمواج المنبعثة منه تأتی من طفولة رأت نور الشمس لأوّل مرة.
بالعودة للأهداف الرئيسية لعلم النفس التربوي فإنه يسعى لتوفير فرصة متكاملة ومتوازنة لكل فرد سواء كان معلم أو متعلم عبر ثلاثة محاور اساسية. الأولى تتمثل في دعم نمو شخصية المتعلم بدنياً وعقليا واجتماعيا ونفسيا، بينما تقوم المحورية الثانية بتمكين المدرسين وتزويدھم بالاستراتيجیات المناسبة لإدارة صفوفهم وحسن إدارة شؤونھا وتعلیمیاتها. أما الثالث فهو غرس استقرار نفسي وثقافة صحية وسلوكية ايجابيّة لدى طلابه وفق رؤیة شاملة لقضیة تعلمھم المستقبلیة عامةً ولھیئة ذاتیہھ ویالیھ غاییا الیومیه خاصةً.
أما بالنسبة للمفهوم الشامل لعلم النفس تربوي فقد يظهر بصفته دمج ثلاث مفاهيم أساسية وهما العلم والنفس والتربية إذ يمكن تحديد "العلم" كمجموعة منظمة ومعروفة من الحقائق والتطبيقات العملية المصرح باستخدامها لبسط عالمتنا حول الطبيعة الإنسانية والسلوكات المرتبطة بذلك المجال واسع المدى. وفي الوقت نفسه يقصد بمفردة "النفس" تلك الرغائب الداخلية والعادات المكتسبة المكتنف منها تصورات مجازية وآخرى مادية تجتمع سوياً نحو خلق هويتها الخاصة بكلٍ منا بغض النظرعن اختلاف طبائع الأشخاص وروائح هوائهن الغامضة خلف ستائر الظلام الداخلي. ولكنه يبقى صحيحاً دائماً قول البعض إن ''إن معرفتها تكمن وسط الروابط الاجتماعية". وأخيراً وليس آخرا، فإن مصطلح 'التربية' يرتكز بشكل مباشرعلى فلسفات تربط بین اكتساب المهارات والكسب المعرفي وظاهرة التعلیم نفسها باعتبار انها إحدى وسائل تحقيق هدف نبيل يتمثل فيما يسمى "بلورة المواطن المثقف"..وهذه الأخيرة طريق الوصول إليه يكمن فقط عند فتح بوابة درب الثقافة الواسع لمن يرغب بالحصول علي شعاع نورا جديدا ينير قلبه ويلهم دروب تفکیره بحرية مطلقه!