المواطنة هي أكثر من مجرد حالة قانونية؛ إنها علاقات ومعايير توجيهية تشكل كيانا اجتماعيا ديناميكياً. وفي جوهرها يكمن فهم عميق لأهدافها الرئيسية وما تتضمنه من عناصر ضرورية لبناء وطن قوي ومتماسك. إليكم نظرة شاملة لتلك المقومات:
أهداف المواطنة:
- الديمقراطية والاستقلال: تشجع المواطنة الأفراد على الانخراط الكامل في العملية الديمقراطية، مما يعزز الحكم المستقل وتحقيق الاستقرار السياسي. وهو يتطلب ثقافة تحتفل بحرية التعبير واحترام الاختلافات السياسية وتعزيز مشاركة الشعب في القرارات الحكومية.
- الحماية والكرامة الشخصية: تعتبر المواطنة ركيزة أساسية لحماية حقوق الإنسان الأساسية وكرامته، بما في ذلك حق الحياة والعيش بكرامة والحصول على الرعاية الطبية الجيدة والتعليم. إن ضمان هذه الحقوق يدعم الشعور العام بالأمان والمناعة ضد انتهاكات حقوق الإنسان.
- الولاء وانتماء الوطن: يشجع شعور المواطن القوي بوطنية بلده على تقديره وسعيه للحفاظ عليه. وهذا يعني تنمية احترام تاريخ البلاد وثقافتها وميراثها المشترك. ودون مثل هذه الروابط العاطفية العميقة، قد يصبح الولاء للدولة فقط شكليا وغير مؤثر حقيقة بالنسبة للأفراد الذين يعيشون داخل حدودها.
- روح الأخوة العالمية: يمكن اعتبار المواطنة جسرا نحو أخلاقيات عالمية أعلى تستند إلى الاعتراف بحقوق وحريات الجميع بغض النظر عن جنسهم أو أصلهم العرقي أو معتقداتهم الدينية. فالاحترام المتبادل والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان هما مفتاح بناء جامعات بشرية قوامها السلام والتسامح.
- سيادة القانون: تعد سيادة القانون شرطا أساسيا للاستقرار والنظام الاجتماعيين، حيث تضمن لجميع المواطنين - سواء كانوا مسؤولين منتخبين أم أفرادا عاديين – خضوعهم لنفس النظام القانوني غير المتحيز والمعروف سلفاً. عندما يُنظر إلى القوانين بأنها عادلة وشاملة، فإن احتمال الامتثال لما تصنعه تلك القواعد يرتفع بالتبعية وبالتالي يقوي تماسك المجتمع ككل.
أبعاد المواطنة:
تشمل جوانب مختلفة لكل جانب منها دور هام يلعب في تشكيل شكل ونطاق مسؤوليتي وجوائزي كمواطن مسئول:
* الجانب المدني: يسمح الجانب المدني للمواطنين بتشكيل الهويات الخاصة بهم باستخدام سلطتهم للتعبير عن آرائهم بحرية اختيار اعتناق عقائد دينية محددة امتلاك ممتلكات شخصية مستقلة والمطالبة بالحصول على فرص عمل وعلاقات تجارية متساوية وكذلك الدفاع عن دعاوى قضائية عند تعرض مصالحهم الشخصية للخطر.
* العامل السياسي: يعد المشاركة الواسعة للشعب مكون رئيسيًا آخر ضمن بنيان المواطنة السليم والذي بدون وجوده ستظل هشة وضعيفة للغاية وهي بذلك تسمح لهم بالمشاركة الفعلية أثناء عمليات صنع القرار كتقرير مصائر البلاد عبر صناديق اقتراع نزيهة واتخاذ قرار بعدد الأعضاء المنتخبين داخل مجلس تشريعي منتظم كالبرلمان مثلاً...إلخ .
بالإضافة لذلك نجد أيضًا جانباً ثالثاً يتمثل فيما يعرف بالأبعاد الاجتماعية والتي بدورها تطرح العديد من التسهيلات المتاحة للسكان كالإلمام بالقضايا الوطنية المشتركة والشروع بإجراء تغييرات مستقبلية مفيدة علي سبيل المثال طرق معمول بها حاليا وللاقتصاد المحلية فضلاعن اهتمام خاص بصحة عامة سكان بلد ما واستخدام تدابير فعالة لمنحه فرصة التعلم مدى العمر وخيارات صحية متنوعة حسب حاجاته المختلفة....الخ .
وفي نهاية المطاف، يتعين ترسيخ هذه الأهداف والفهم الشامل لعناصر مختلفة لمفهوم "المواطنة" لدى الشباب منذ سن مبكرة واسناد عملية تثقيف ذات طابع ليبرالي غني بالسلوك المهذب والسلوك الحميد المبنية حول مبدأ احترام الذات والخلق والتواصل الواسع مع الآفاق الدولية مما سينتج عنه ذوات واعية قادره فوق مستوى العالم القديم التقليدية لإحداث تغيير حقيقي للعصور الجديدة القادمة!