يتجلَّى دور التوكيد في اللغة العربيَّة عبر وسيلتين رئيسيتين هما التوكيد اللفظيِّ والتوكيد المعنويُّ. هذا النوع الثانوي من أنواع البناء النحوي يُعتبر أدوات تأكيديَّة تعمل على تعزيز قوة وأثر الفكرة المطروحة داخل الجملة. فيما يلي بعض الأمثلة الدقيقة التي تبين هذه العملية:
مثالٌ على التوكيد اللفظيِّ:
- مثال قرآني: قال تعالى: "كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّادَكًّا". هنا، الكلمة المتكررة ("دكًّا") تؤدي وظيفة التوكيد اللفظيَّ، مما يحقق التركيز والقوة للنص القرآنيِّ.
- شعر عربي قديم: يقول الشاعر: "أخي - أخي - إن من لا أخا له/ كساع الى الهيجا بغير سلاح"، حيث يتم تكرار اسم "أخي" لإعطاء أهمية خاصة ومكانة فريدة للأخوة والنصح حول عدم افتقار الشخص لأخ مناسب.
أمثلة على التوكيد المعنويِّ:
- القرآن الكريم مرة أخرى: "فَسَجَدَ الْمَلَائِكَةُ كُلُّهُمْ أَجْمَعُونَ"، تستخدم كلمة "كلهم" لتأكيد شموليتها لكل الملائكة بدون استثناء.
- نص آخر من الكتاب المقدس: "سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنبِتُ الْأَرْضُ"، تشدد كلمة "كلها" على تنوع ونطاق خلقة الأشياء المختلفة التي تنمو من الأرض.
- **بيت شعري*: يوضح الشاعر قيمة لسانه وسميه قائلاً: "لساني وسيفي صارمان... وكلاهما", تؤكد عبارة "كلاهما" القيمة المشتركة بين الوسيلتين (السيف واللسان) كمصدر للقوة والحماية.
هذه الأمثلة الحيّة تساعدنا في فهم كيفية عمل آلية التوكيد في بناء تركيبات لغوية مؤثرة ومتينة في اللغة العربيَّة.