الصعاليك، وهم مجموعة معروفة في التاريخ العربي القديم، كانت تشكل جزءاً هاماً من المجتمع البدوي الصحراوي. هذه الكلمة تعود إلى العصر الجاهلي، وهي مشتقة من الفعل "سلك"، والذي يعني ارتحال الشخص بحثاً عن الرزق أو الأمن. كان الصعلوك يترك مسقط رأسه بسبب ظروف مختلفة مثل الحروب الداخلية، الظلم الاجتماعي، أو حتى البحث عن الحرية الشخصية.
في الأدب العربي، تُعتبر القصص التي تتناول حياة الصعاليك مادة غنية ومتنوعة. هؤلاء الأشخاص كانوا معروفين بكرم الضيافة والشجاعة والقوة. رغم حياتهم المتنقلة والبعيدة عن الاستقرار، إلا أن لهم مكانتهم الخاصة في الثقافة العربية القديمة.
كان نظام الحياة بالنسبة للصعلوكي يعتمد بشكل كبير على الثروة الحيوانية كالإبل والبقر. كانوا يسافرون لمسافات طويلة عبر الربع الخالي بحثاً عن الأراضي الوفيرة بالماء والعشب لحيواناتهم. كما كانوا مدافعين شرسين عن ممتلكاتهم وأحبائهم.
أعمال السرقة والنهب لم تكن غير موجودة بينهم تماماً، لكنها كانت تعتبر فقط وسيلة للدفاع عن النفس وليس طابعا رئيسياً لحالتهم الاجتماعية. هذا ما يؤكد عليه الكثير من الدراسات حول تاريخ العرب قبل الإسلام.
بالرغم من تبديل نمط الحياة المستقر للأسلوب الرحّل، حافظوا الصعاليك على عادات وتقاليد قوية جعلت منهم شخصية فريدة ومميزة في تاريخ العرب. إن حكاياتهم وشعرهم تبقى دليلاً حيًّا على روح البطولة والكرامة التي امتاز بها هؤلاء الرجال الذين عاشوا خارج حدود المدن وثقل السلطة المركزية.
