على الرغم من التشابه الواضح في الاسمين، يختلف العنصران المنغنيز والمغنيسيوم بشكل كبير من حيث الخصائص الكيميائية والوظائف البيولوجية. دعونا نستكشف هذه الاختلافات بتعمق.
التركيب الذري والكيمياء
يعدّ كلٌّ مِنْ المنغنيز والمغنيسيوم عناصرَ رئيسيةً في الجدول الدوري للعناصر. يتمثل الرقم الذري للمنغنيز (Mn) في 25، بينما يحمل المغنيسيوم (Mg) رقم ذري قدره 12. هذا يعني أنه يحتوي كل منهما على نواة مختلفة تماماً؛ مما يؤثر بدوره على خصائصه الفيزيائية والكيميائيّة الخاصة بكلا العصيرتين.
يتميّز المنغنيز بأنه معدن انتقالي ثقيل نسبياً، لكنّه قابل للتفاعل إلى حد ما عند تعريضه لأكسجين الهواء الجاف أو بخار الماء. أما بالنسبة للمغنيسيوم فهو أثقل قليلاً مقارنة بالمعادن القلوية الأرضية الأخرى مثل الصوديوم والبوتاسيوم ولكنه أقل كثافة من الحديد ويعتبر أحد أكثر المعادن نشاطا كيميائيا. إنَّ قابليته للتفاعل عالية للغاية حتى بدون وجود عوامل مساعدة خارجية فإنه بإمكانه اشتعال بالنيران ذات الشرارة الصغيرة فقط! وعند مزجه بالأحماض المخففة فإن غاز هيدروجين ينتج نتيجة لذلك ويتأكسد المعدن لينتج عنه ملح مغنسيوم.
الأهمية البيولوجية والغذائية
بالرغم من أهميته لكلٍ من النباتات والبشر، إلا أن دور المنغنيز كمُحفِّز حيوي ليس بنفس القدر الذي يلعب به المغنيسيوم دورا هاما جدا داخل خلايا الجسم الحيواني والنباتي سواء كان ذلك أثناء عمليات الإنزيميّة المختلفة أو نقل الطاقة عبر عملية التنفس الخلوي ونشاط القلب والعضلات وغيرها الكثير والتي تعتمد جميعها اعتمادا مباشراً على توازن مستويات الأيوناته الموجبة للشحن (+2). ومن جهة أخرى فإنَّ اتزان مستوى الدم بمعدله الطبيعية له تأثير كبير أيضاً فيما يتعلق بصحة الجهاز المناعي وأداء العديد من وظائف الدماغ والحفاظ عليه ضد الأمراض المُزمِنة كتصلب الشرايين مثالا وليس حصرا بالإضافة للأثار الصحية ايجابيه المساهمه بها علي الصحة العامة للجسد عموما .
وبالتالي فرغم تشابه أسماء هذين الزوجين فقد تميزوا بأن تمتلكوا أدوار حيويه متميزة ومتنوعة تؤكد مدى تنوع وفرادات خلق الله عز وجل وتفرد خلقه في جمال ودقة تركيبة كل واحدة منها لتؤدي دوره الخاص المنتظر منه ضمن منظومة الحياة المتكاملة التي تسعى دائماً نحو تحقيق اكتمال واستقرار عام للحياة عامة وتمتع الانسان خاصة بكل خير وصحة عامه وبالتوفيق لرعايتها وسعادتها بالحياة ولجميع افراد المجتمع الإنساني بما فيه صلاح دنياهم وآخرتكم إن شاءالله واسمحو لي هنا ان اشرك اقتباس لاحده الأشعار الجميلة لفاحرو البلغاري وهو يقول : "كل نفس قد خُلق لها هدف وحقيقة". فنحن نحاول ومع معرفتنا بذلك فهم عجائب التصميم الرائعة والمعقدة لعمل الباري جل وعلى حين يشهد العلم الحديث يوم بعد الاخر بغزارة تلك الوقائع والسراريات المعلومة وغير المعلومه أيضا !