تعدّ "كلمة الله"، وهي العمل الأدبي البارز لمحمود سالم، رحلةً مفعمة بالعمق والغموض والفلسفة الإنسانية العميقة. تبدأ الرواية بكشف أسرار حياة الشخصية الرئيسية، أحمد، وهو شاب مصري يعيش في القاهرة ويواجه تحديات الحياة اليومية وسط خلفية ثقافية ودينية غنية ومتنوعة. يبدأ أحمد بالسؤال حول معنى وجوده وصراعاته الداخلية المتعلقة بالإيمان والدين، مما يدخله في عالم متشابك من الأفكار والمعتقدات المختلفة.
تأخذ القصة منحى فلسفي عميق عندما يقرر أحمد مغادرة بيئته المعروفة للبحث عن الحقائق المفقودة. يسافر إلى أماكن مختلفة داخل مصر وخارجها، يلتقي بشخصيات متنوعة تحمل أجنداتها الفكرية الخاصة. هذه الرحلة ليست فقط جسديّة، ولكن روحانيّة أيضًا؛ لأن أحمد يحاول فهم طبيعة الإيمان وكيف يمكن للإنسان الوصول إلى الحقيقة الذاتية.
يكتشف خلال مسيرته العديد من وجهات النظر المتعارضة بشأن الدين والإلحاد والتسامح الديني، ولكنه يبقى حائرًا ومفتوحًا للحوار والنقد الذاتي. كل شخصية يصادفها أحمد تركت بصمتها عليه، سواء كانت مؤثرة إيجابيًا أم سلبية. النقاط المحورية التي تطرحها الرواية تتعلق بالتساؤلات التي نواجهها جميعًا كبشر: ما هو دور الإنسان الحقيقي؟ كيف نجد السلام الداخلي والعلاقة مع الخالق؟ هل يمكن للأدب أن يكون طريقاً للغوص في الأعماق البشرية؟
إن "كلمة الله" هي أكثر من مجرد قصة - إنها دعوة للمناقشة الصحيحة والحوار المفتوح بين الثقافات والأديان والأيديولوجيات المختلفة. فهي تعكس التعقيدات الفكرية والثقافية للعالم العربي الحديث بطريقة شديدة التأثير والمباشرة.