تُعد القراءة الصامتة إحدى الوسائل الفعالة لتحسين قدرة المتعلم على فهم النصوص الأدبية والعلمية بشكل عميق ودقيق. تتسم هذه التقنية بعدم الحاجة للنطق الخارجي للحروف والأصوات، مما يسمح بتعمق أكبر في التفكير والتدبر للفكرة المطروحة. وهذا بدوره يعزز قدرات الطالب على إدراك المفردات ومعانيها داخل السياقات المختلفة. علاوة على ذلك، تساهم القراءة الصامتة في توسيع مدارك الطلاب ومفرداتهم اللغوية بطريقة غير مباشرة وغير مضغوطة. فهي تسمح للأطفال باكتشاف طرق جديدة للتعبير الكتابي والاسترشاد بأنماط متعددة للجُمَل والحروف العربية. وقد وجدت الدراسات أيضًا رابطًا وثيقًا بين مهارتي القراءة والكتابة حيث يمكن للقاريء ذو الخبرة في القراءة الصامتة التعامل بسلاسة وكفاءة مع بناء الجمل وصياغتها.
بالإضافة لما سبق ذكره، تقدم القراءة الصامتة فوائد جمّة مثل تعزيز قدرة القارئ على تخزين المعلومات وحفظها لاستخدامها فيما بعد. ويشار كذلك لإمكاناتها في تحسين أدائه الأكاديمي خاصة بمراحله المتقدمة كالمدارس الثانوية والجامعات نظرا لأهميتها المتزايدة هناك. ولا تغفل رقمنة المجتمع الحديث دورها المحوري في تنمية الشخصية الثقافية لكل فرد بغض النظرعن عمره وتخصصه الأكاديمي الحالي. أخيرا وليس آخراً، تشجع طبيعة نشأة هذا النوع من القراءة المستقلة الشعور بالإنجاز الشخصي لدى أولئك الذين يرغبون بمواجهتهم تحديات معرفية ممتعة دون ضغط خارجي. إن الغرض الاساسي منها هو إعادة تعريف العملية التعليمية كمصدر للسعادة والإثراء الذاتي لفئات متنوعة من الأفراد من جميع الأعمار والمراحل التعليمية.