إن نظام الدراسات العليا "ابن الهيثم"، الذي يُعتبر جوهرة تاج التعليم العالي بجامعة المنصورة، يقدم نموذجاً رائداً للبرامج المتقدمة التي تستهدف تعزيز البحث العلمي وتنمية المهارات القيادية بين طلاب الدراسات العليا. هذا النظام، الذي يحمل اسم العالم المسلم الكبير الحسن بن الهيثم، يتميز بخطة مدروسة تتضمن مجموعة من البرامج والمبادرات المصممة لتحقيق هدف أساسي وهو دعم الطلاب في مسيرتهم نحو الحصول على شهادات الدكتوراه والماجستير.
تهدف الجامعة عبر هذه البرامج إلى خلق بيئة بحثية محفزة ومثمرة تشجع الأفكار الأصلية والإبداع. يشكل برنامج "ابن الهيثم"، الذي بدأ كمشروع تجريبي قبل توسعه ليصبح جزءا أساسيا من البنية الأكاديمية لجامعة المنصورة، خطوة كبيرة للأمام نحو تحقيق رؤية أكاديمية أكثر شمولية وفعالية.
من أهم ميزات هذا البرنامج هو تركيزه الشديد على الجوانب العملية للتعليم العالي، بما في ذلك التدريب العملي، المشاريع البحثية المشتركة، ورؤوس الأموال الصغيرة للمشروعات البحثية الصغير. كما أنه يدعم أيضاً مشاركة الطلاب في المؤتمرات الدولية ويوفّر فرص للتوجيه الشخصي من قبل أعضاء هيئة تدريس ذوي خبرة.
بالإضافة لذلك، هناك التركيز الواضح على تطوير مهارات التواصل والتواصل الثقافي، وهي عناصر حيوية لسوق العمل العالمي اليوم. وفي نهاية المطاف، يسعى نظام "ابن الهيثم" لتأهيل خريجين مؤهلين ليس فقط معرفياً ولكن أيضاً بشكل عملي ومعرفيًا للمساهمة الفعالة في مجالات تخصصهم بعد الانتهاء من دراستهم.
في الختام، يعدّ مشروع "ابن الهيثم" مثالاً يحتذى به لبقية الجامعات العربية والعالمية فيما يتعلق بإعداد الجيل القادم من الخبراء والقادة المستقبليين. إن التزام جامعة المنصورة بهذا النظام يعكس رؤيتها الثاقبة واستراتيجيتها الناجحة لدفع حدود المعرفة وتعزيز البيئات الأكاديمية المحفزة للإنتاج العلمي. وبفضل جهودها المتواصلة في تحسين نوعية التعليم وتحفيز الأبحاث، تسعى الجامعة دوماً للحفاظ على مكانتها الرائدة كمركز رئيسي لإحياء الروحانية العلمية والفكر الإنساني النقي.