يعد المنهج الوصفي الارتباطي المقارن أحد الأساليب البحثية المهمة في العلوم الاجتماعية والصحية، حيث يهدف إلى دراسة العلاقات بين المتغيرات المختلفة وتحديد طبيعتها ومدى ارتباطها. هذا المنهج يعتمد على مقارنة ظاهرتين أو أكثر، وقياس العلاقة بين متغير مستقل ومتغير تابع، سواء في المجالات العلمية أو النفسية أو السياسية أو القانونية أو الاجتماعية.
يهدف المنهج الوصفي الارتباطي المقارن إلى تحديد ما إذا كانت العلاقة بين المتغيرات إيجابية أم سلبية أم صفرية، ومن ثم قياسها باستخدام معاملات الارتباط المختلفة مثل معامل بيرسون، ومعامل سبيرمان، ومعامل كندل. هذه المعاملات تساعد في تحديد قيمة العلاقة بين المتغيرات، حيث تعطي العلاقة الإيجابية قيمة +1، والعلاقة السلبية قيمة -1، والعلاقة الصفرية لا وجود لعلاقة بين المتغيرات.
يتميز المنهج الوصفي الارتباطي المقارن بعدة مميزات، منها قدرته على معرفة العلاقة بين المتغيرات وتحديد درجة هذه العلاقة بدقة، كما يمكنه التنبؤ بأسباب العلاقة ونتائجها في حال وجود علاقة قوية بين المتغيرات. ومع ذلك، هناك بعض السلبيات لهذا المنهج، حيث لا يحدد أسباب العلاقة بين المتغيرات ولا النتائج التي تترتب عليها، بل يدرس العلاقة بين المتغيرات ونوعها فقط.
يمكن تطبيق المنهج الوصفي الارتباطي المقارن في دراسة مجموعة متنوعة من الموضوعات، مثل العلاقة بين حضور الطلاب إلى المدرسة وبين التحصيل الدراسي لهم، والعلاقة بين التخطيط الاستراتيجي واستمرارية المنشآت ونجاحها، والعلاقة بين ارتفاع درجات الحرارة وتغيب الموظفين عن العمل.
لتطبيق هذا المنهج، يجب اتباع الخطوات التالية: توضيح المشكلة، مراجعة الدراسات السابقة، تحديد المتغيرات المطلوب دراستها، اختيار العينة التي سيتم تطبيق الدراسة عليها، تصميم أداة البحث أو اختيار أداة بحث موجودة مسبقاً، واختيار مقياس الارتباط المناسب لمشكلة البحث.
بالتالي، يعد المنهج الوصفي الارتباطي المقارن أداة بحثية قيمة في دراسة العلاقات بين المتغيرات في مختلف المجالات العلمية والصحية.