تعتبر المياه أصل حيوي لا غنى عنه للحياة البشرية والحفاظ على البيئة. ومع ازدياد الضغط السكاني المتزايد وتغيّر المناخ، أصبح دور إدارة الموارد المائية أكثر حساسية واستراتيجية من أي وقت مضى. فيما يلي بعض الأسباب التي تدعم أهميتها القصوى:
- تحديد الموارد المحدودة: رغم أن المياه تبدو وفيرة، إلا أنها تنخفض كثيرا عند النظر إلى مدى توفرها الفعلية للاستخدام البشري. فقط حوالي 3% منها صالح للاستهلاك الآدمي، وهذا الجزء المرئي أيضا يقتصر على مناطق ضيقة بسبب الطبيعة الثابتة للتجمد والجليد. بالتالي، تطرح إدارة الموارد المائية تحديًا كبيرًا في كيفية الاستخدام الأمثل للأعداد المتناقصة من المياه.
- الرابط الوثيق بين المياه والطاقة: يلعب القطاع الخاص للطاقة دوراً محورياً في طلب المياه، حيث تقدر تقديرات عالمية نسبة استهلاكه لها بحوالي 15%. بالنظر إلى توقعات ارتفاع الطلب على الطاقة بنسبة 35% بحلول العام 2035، فإننا نواجه تحدياً كبيراً في تحقيق كفاءة أعلى في استخدام المياه ضمن هذا القطاع.
- نقل المياه عبر الحدود: إحدى القدرات الرئيسية لإدارة الموارد المائية هي القدرة على نقل المياه من المناطق الوافرة بها إلى تلك الأكثر جفافاً. هذا يتطلب بناء شبكات مواسير وهياكل تحتية قادرة على الربط بين المنبع والبحرين بهدف تخفيف آثار الجفاف الناجمة عن تغير المناخ وغيرها من عوامل أخرى.
- الدور الحيوي في إنتاج الغذاء: يشغل القطاع الزراعي مكانة رئيسية باستهلاكه لحوالي 70% من المياه العذبة حول العالم. يعود السبب لهذا الاعتماد الكبير على المياه نظراً لدوره المحوري في دعم الأمن الغذائي العالمي. لذلك، تلعب إدارة الموارد المائية هنا دوراً حيوياً في وضع خطط ري مستقبلية تستجيب للتوقعات المتغيرة للسكان وديناميكيات المناخ.
- التعامل مع قضايا معقدة ومشاكل عديدة: تتضمن عملية إدارة الموارد المائية مجموعة واسعة ومتنوعة من الاعتبارات السياسية والعلمية. ينبغي فهم الكميات المتاحة من المياه وكيفية استخدامها بكفاءة لتحقيق الاستدامة. علاوة على ذلك، فإن مجالات المصالح المختلفة مثل السياسات الحكومية والممارسات التشغيلية والفئات الاجتماعية الأخرى تحتاج كلها إلى مراعاة وإدراكها أثناء تصميم الخطط العملية لإدارة الموارد المائية. بالإضافة إلى ذلك، يعد التنسيق الدولي أمراً حاسماً خاصة وأن موارد المياه غالباً ما تمتد عبر الحدود الوطنية للدول المختلفة وهي منطقة محتملة للتوتر السياسي والنزاعات الاقتصادية إذا لم تتم ادارتها بصورة مشتركة وعادلة.
- تحديات خطيرة تواجه إدارة الموارد المائية: رغم أهميتها الشديدة، تحمل إدارة الموارد المائية مجموعة هائلة من التحديات المثيرة للشدة والتي تضمنت التصحر وانعدام الأمن الغذائي والأوبئة الصحية المرتبطة بتلويث المياه وسوء نوعيته وكذلك تأثير ظاهرة الاحتباس الحراري وما يصاحبها من تغيير ديمغرافيا للمياه وعدم انتظام هطول الأمطار الموسمي مما يؤدي بدوره لجفاف شديد وشح في مخزونات المياه بالعالم. يجاهد خبراء البيئة ومختصو الحفاظ على البيئية اليوم كي يكبحوا هذه الظواهر المدمرة ويقدموا بدائل مبتكرة لاستعادة حالة النظام البيئي السابق قدر المستطاع وذلك بالحفاظ ذكي للمياه وإنشاء نماذج جديدة تعتمد عليها نحو مجتمع قادرٍ وقادرٍ على التأقلم مع الواقع الحالي والمعرفة العلمية الحديثة والتخطيط المُسبَّق لما قد يأتي لاحقا بغاية تحسين حياة الأفراد وتجنب تفاقم الوضع القائم حالياً .
في النهاية، تكمن قوة إدارة الموارد المائية في قدرتها على توفير الحلول اللازمة لكثير من مشاكل نقص المياه وحفظ الحياة البرية والزراعة والصناعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي لدى الشعوب حول العالم - وهو هدف ليس مجرد ممكن بل ضروري لكل فرد يسعى للعيش بطريقة آمنة صحيا واقتصاديا واجتماعيا وللحفاظ على ثرواته الطبيعية لفائدة الاجيال المقبلة أيضًا!