تناولت هذه المحادثة قضية حساسة ترتبط بصناعة الأدوية العالمية، حيث دارت الأحاديث حول مدى تأثير مصالح الشركات الربحية على نوعية وعدالة الدواء المُقدم للمريض. بدأ النقاش بتأكيد "الزهري البدوي" و"رابح بن زيد" على أنّ الرّبح economic يسود اهتمامات شركات الدَّواء غالبًا فوق أي اعتبارٍ صحي آخر. كما لاحظتا أنّ هذا الواقع السلبي يمكن أن يؤثر سلبًا في قرارات البحوث والتطوير الخاصة بالعقارات الطبية.

من جهتها، طرحت "فكرِي الهُوَاري"، بينما لم تختلف كثيرًا مع الأفكار السابقة، رؤية مختلفة تتمثل بإمكانية دمج عناصر محفزة بحثيا ورقابياً صارماً لاستعادة المعنى الصحي للعلاج. هنا تعاطفتْ معه "نوآل بنت منصور" إلا أنها رأت أيضا حاجة لقواعد منظمة أكثر عدالة تضمن تمويل ابحاث رائدة تغزو الطب التقليدي برؤية اكثر تحديثا وعقلانية دون ان تستسلم لجشع القطاع الخاص وتحويله لأداة للتغول الاقتصادي .

"ياسر القيروان"، بعد تقبل اقتراح نوآل حول قضايا العدالة الاجتماعية ، اقترح دراسة نماذج تنظيم جديد تساعد بإعطاء دفعات اضافية للقطاعات العاملة ضمن مجال الاسكتشاف السريري وتحسن القدرة العامة لانتشار منتجاتهم عبر المجتمع الدولي. وقد رحبت به كذلك كلٌ من الرابح والنوال مؤكدتين انه الطريق الأنسب للحلول العملية العملية.

ملاحظات ختامية

وفي نهاية المطاف اتفق جميع المشاركين على ضرورة إعادة النظر بالنظام المعتمد حاليا وصوغ خطوات اصلاحية تصورتها ثلاث حالات : الاولى مرتبطة بمراقبات بيئية صارمة ومسؤولة ، الثانية متعلقة بادراك سياسة منح ترخيص التسويق بناء لما توصل اليه العالم من اطروحات نظريات واكتشافات مفيدة ، والثالثة تتعلق بوسيلة خلق جو تنافسي غير ضار يستخدم فيه عامل الوقت لإنتاج افضل انواع العلاج وبأسعار مقبولة نسبيا وليس ارتفاع سعر الوحدة.