تعد العوامل اللاحيوية جزءاً أساسياً وأساسياً في فهم وتفسير النظم البيئية المختلفة حول العالم. هذه العناصر ليست حية لكنها تلعب دورًا حاسمًا في تحديد طبيعة واستمرارية الحياة لكائنات حية معينة داخل تلك النظم. تتضمن أمثلة للعوامل اللاحيوية ما يلي: الضوء، درجة الحرارة، الرطوبة، التربة، ومدخلات المياه والبيئة الجغرافية العامة.
الضوء يعد أحد أهم العوامل التي تؤثر بشكل مباشرعلى نمو النباتات وانتشار الحيوانات ذات الصلة بها غذائيًا. هذا الأمر يعزز سلسلة الغذاء بشكل عام ويحدد أنواع الكائنات الحية المتواجدة ضمن بيئات مختلفة سواء كانت صحراوية أو بحرية أو حتى غابات استوائية خصبة.
درجة الحرارة لها تأثير كبير أيضًا؛ فهي تحدد مدى ملاءمة الظروف لنمو بعض الأنواع بينما قد تكون قاتلة للآخرين. يمكن لهذه الفروق الدقيقة أن تغير تماما التركيب السكاني لأي نظام بيئي. علاوة على ذلك، فإن توازن الأمطار والرياح يساهم في توفر مياه كافية للنباتات مما يؤدي بدوره إلى إمدادات غذاء أكثر ثراءً للحياة البرية وبالتالي زيادة تنوع النظم البيئية المحلية.
بالإضافة لذلك، تعد نوعيات ومكونات التربة عوامل محورية أخرى؛ فخصائص مثل حموضتها ونسبة المواد الغذائية فيها تملي القدرة الاستيعابية لنظام بيئي معين لإنتاج الغذاء والحفاظ عليه عبر الزمن. أخيرا وليس آخرا، الموقع الجغرافي الخاص بالنظام البيئي له تأثيرات كبيرة أيضا؛ فهناك اختلاف واضح بين نظم الأقاليم القريبة من خطوط عرض متعارضة بسبب فرق الطاقة الشمسي والتغيرات الموسمية المرتبطة بذلك الاختلاف.
بشكل عام، تعتبر العوامل اللاحيوية عناصر ضرورية لإنشاء وصيانة النظم البيئية الصحية. إنها تشكل الخلفية الأساسية التي ترتكز عليها الحياة على الأرض وتوفر المعايير الرئيسية لتطور الأنواع وتكاثرها وجهود البقاء الخاصة بها وسط تنافس طبيعي مستمر ضد العوامل البيولوجية وغيرها الكثير.