في عمله الأدبي "الأصل"، يستحضر الروائي دان براون عالمًا غامضًا يمتزج فيه الحقيقة والتاريخ مع الخيال العلمي. تحكي القصة قصة الباحث الأمريكي راندال لاتيمر الذي ينطلق في رحلة بحث عن الإجابة حول أسرار أصل الحياة البشرية. هذا البحث يقوده إلى اكتشافات مثيرة يمكن أن تغير فهمنا للأحداث التاريخية القديمة.
تبدأ أحداث الرواية عندما يتم العثور على رسالة مشفرة تحتوي على معلومات قد تقلب موازين الماضي الإنساني رأساً على عقب. هذه الرسالة التي عُثر عليها داخل مقبرة مصرية قديمة تشير إلى وجود خطأ تاريخي كبير يحتاج لتوضيح. راندال، وهو خبير موثوق به في علم الستراتيجرافي - دراسة النقوش والعلامات الموجودة على الجدران والأشياء القديمة - يُطلب منه فك الشفرة ومعرفة ما تخبئه له تلك الرسالة الغامضة.
عبر سلسلة من الاكتشافات المثيرة والمدهشة، يكشف راوندل عن شبكة مترابطة ومتشابكة من الحقائق المنسية والنظريات المخفية. يكتشف أدلة تدعم نظرية مفادها بأن الإنسان الحديث لم يكن أول مخلوقات الأرض كما هو معروف لنا اليوم. بدلاً من ذلك، كانت هناك حضارة متقدمة للغاية قبل عصر الديناصورات التي تركت وراءها آثار واضحة تشهد على وجودها.
مع كل دليل جديد يتم الكشف عنه، تصبح المؤامرة أكثر تعقيدًا وتشتدّ المغامرة. يدخل راندال في سباق ضد الزمن مع شخصيات مختلفة لها أجندتها الخاصة، بعضها يسعى للحفاظ على الوضع الراهن بينما البعض الآخر يحلم باستعادة مجد الماضي السحيق.
خلال الرحلة عبر أوروبا وآسيا وأفريقيا، نرى كيف تتلاقى العلوم المختلفة مثل الفيزياء والكيمياء وعلم الأحياء مع الدراسات الدينية والفلسفة الشرقية لإعادة بناء صورة كاملة لعصر مفقود طويلاً. ولكن رغم كل الجهد المبذول، تبقى العديد من الأسئلة بلا إجابات حتى النهاية المفاجئة للرواية والتي تجبر القارئ على التفكير مليّاً فيما قرأه للتو.
إن "الأصل" هي محاولة جريئة وغير اعتيادية للتلاعب بالحقائق المعروفة وإبداع حقائق جديدة تستند إلى فكرة واحدة بسيطة: ربما نعرف أقل بكثير مما نتوقع عن ماضي كوكبنا المجيد.
