يعد الكتاب "الاتجاهات الأسلوبية في النقد العربي الحديث"، الذي ألفه الباحث المتخصص في الدراسات الأدبية الدكتور محمد عفيفي، مصدرًا غنيًا للأبحاث والنظر حول تطورات وتنوعات الحركة النقدية العربية الحديثة. يقدم هذا العمل استعراضًا دقيقًا لبعض من أكثر المناظرات وأكثرها تأثيرًا التي أثرت في المشهد الثقافي والفكري للعالم العربي خلال القرن العشرين وحتى الوقت الحالي.
منذ بداياته، سلط عفيفي الضوء على التحولات الرئيسية التي شهدتها النظرية النقدية في العالم العربي. يعرض كيف أدت الرؤى الجديدة المستمدة من الغرب إلى تحديث النهج التقليددي للنقاد العرب التقليديين، مما أسفر عن ظهور اتجاهات نقدية متعددة ومتشابكة بشكل معقد.
يركز الفصل الأول من الكتاب على نهضة الوعي بالجندر والقضايا الاجتماعية الأخرى، والتي قادتهما مجموعة من الناقدات الشابات والملهمات كالكاتبة ندى حنا وخديجة المريخي. تشرح الكاتبات كيفية استخدامهن لأدوات جديدة لاستكشاف وتعزيز دور المرأة في المجتمع والثقافة العربية. كما يتم تسليط الضوء أيضًا على أهمية النزعة الذاتانية الذاتية الذاتانية الاستعادية كأحد الطرق لتحرير الرواية والتعبير عنها ضمن السياقات المحلية والدولية.
على الجانب الآخر، يتناول عفيفي بلا شك القضايا المرتبطة بالنقد الثقافي والبنية الاجتماعية داخل المجتمع العربي. هنا يستعرض أعمال ناقدين مثل إدوارد سعيد وإلياس خوري الذين سعوا لإعادة النظر في الآليات التاريخية والسياسية المؤثرة في إنتاج النصوص والأعمال الأدبية. وهذا يُظهر مدى تعمق النقاد العرب واستعدادهم لتوسيع نطاق فهمهم للسرديات السياسية والإيديولوجية.
وفي نهاية المطاف، يؤكد المؤلف أنه رغم تنوعات هذه الحركات المختلفة واتجاهها نحو التركيز أقل على الأعمال الفعلية لصالح العمليات الخلقية الخلفية لها، إلا أنها جميعا قد أثرت وبشكل كبير في بناء الخطاب الأكاديمي العربي المعاصر. وهذه بالتالي قدمت قاعدة قوية للتطور لمستقبل المزيد من البحوث والاستكشافات المتعمقة لنصوص وآراء المنطقة. إن "الاتجاهات الأسلوبية في النقد العربي الحديث" هو عمل ضروري لعشاق ومحترفي دراسات اللغة العربية والخليجيين والعرب وغيرهم المهتمون بموضوع الخلفيات والمعايير المعيارية للنقد الأدبي العالمي.