تعد جامعة بوسطن وجهة بارزة للتعليم العالي في الولايات المتحدة الأمريكية، ولديها سجل حافل بالتميز الأكاديمي والتزام قوي بتنشئة رواد المستقبل. تأسست الجامعة عام 1839 وهي واحدة من أقدم المؤسسات الخاصة التعليمية في البلاد. مع مرور الوقت، تطورت لتكون مركزاً عالمياً للبحث الجامعي ومركز جذب لطلبتها الذين جاؤوا من جميع أنحاء العالم.
تاريخ جامعة بوسطن يعود جذوره إلى القرن التاسع عشر عندما أسس القساوسة الأنجليكانيون المحليون كلية الحقوق ببوسطن رداً على الحاجة المتزايدة للقانونيين المؤهلين في المنطقة. ومع ذلك، لم يكتف مؤسسو هذه الكلية بالأعمال القانونية فقط؛ فقد سعوا لتحقيق هدف أسمى وهو إنشاء مؤسسة شاملة تستوعب الطموحات الأكاديمية المختلفة عبر مجالات عديدة. ومن هنا جاء تحول اسمها لاحقاً لإدراك الرؤية الواسعة التي رسموها بأنفسهم، فاصبحت "كلية بوسطن" ثم أخيرا تم اعتماد الاسم الحالي لها منذ العام ١٨٦۳ كـ"جامعة بوستون".
خلال مئتي عام تقريباً، شهدت جامعة بوسطن العديد من النجاحات البارزة داخل حرمها الجامعي المترامي الأطراف والذي يحتضن اليوم أكثر من ثلاثين ألف طالب وطالبة يسعون للحصول على درجات علمية متنوعة تتراوح بين بكالوريوس الآداب وبكالوريوس الفنون وحتى شهادات الدكتوراه البحثية متخصصة بمختلف المجالات الدراسية بما فيها الهندسة والعلوم الإنسانية والإدارة وغيرها الكثير مما جعل منها مكان مميز للتواصل العلمي والثقافي العالمي الفريد.
إن شهرة جامعة بوسطن ليست محصورة فقط بجداراتها التاريخية وإنما أيضاً بسبب ما تقدمه حاليًا من مشاريع بحثية مبتكرة وممارسات تدريس عالية الجودة تساهم بشكل غير مسبوق بإحداث تغيرات إيجابية مستدامة داخل المجتمع الأمريكي والعالمي أيضًا. الأمر الذي فرض عليها كونها مدرسة ذات مستوى عالٍ ضمن تصنيفات عدة مثل تلك الصادرة عن وكالة "يو إس نيوز آند وورلد ريبورت"، والتي اعتبرتها إحدى افضل خمس وعشرين كلية وجامعات عامة وأهلية داخل حدود الدولة الواحدة! بالإضافة لذلك فإن ارتباطاتها الخارجية واسعة النطاق وتمثل شراكات ناجحة مع نظراء أفراد وشركات وشركاء دوليين آخرين مما عزز مكانتها دوليا واستقطب اهتمام الطلاب الدوليين الراغبون بدراسة أوطان أخرى خارج بلدان ميلاده الأصلية.
وبالنظر لما سبق ذكره سابقاً حول سيرورة تقدم وقدرات هذا الصرح الكبير فهو ليس مستغربا أنه يتم اختيار عدد لا يحصى منهم سنويا ليصبح جزءً من نخبه طلابيه المعروف بشغفه وإلتزامه تجاه كافة العلوم والمعارف والمعارف الأخرى المرتبط بها مباشرة وغير مباشرة أيضا؛ فهي بالفعل تعد نموذجا حيّا لكل ماهو جميل ومتكامل حققت نجاحاته بكل اجتهاد وثبات نحو الغد الأفضل للأجيال الجديدة المنتظره دائمًا تحت سقف جامعتهم الأم عزيزتهم بوستون .