ملخص النقاش:
التكنولوجيا الحديثة لها تأثير كبير ومتعدد الجوانب على المجتمع العربي التقليدي. هذه الأجهزة الذكية والإنترنت الذي أصبح جزءاً أساسياً من حياتنا اليومية ليس فقط يغير الطريقة التي نتواصل بها ولكن أيضاً كيفية تعاملنا مع العديد من العادات والتقاليد المحلية. فمن جهة، سهّلت وسائل التواصل الاجتماعي حفظ وصيانة بعض القيم الثقافية والعادات القديمة عبر نشرها عالميًا. مثلاً، يمكن للأفراد الآن مشاركة الحرف اليدوية التقليدية والموسيقى الشعبية والأدب الأدبي الأصيل مع جمهور واسع بطرق لم تكن ممكنة قبل العصر الرقمي.
ومن الجهة الأخرى، هناك مخاوف بشأن فقدان الهوية الثقافية بسبب الاعتماد الزائد على الوسائل الإلكترونية. الأطفال والشباب الذين يقضون ساعات طويلة أمام الشاشات قد يخسرون الاتصال المباشر بالأجيال الأكبر سنًا وبالتالي يفقدون المعرفة حول التقاليد الفريدة الخاصة بهم. بالإضافة إلى ذلك، فإن استخدام اللغة العربية الفصحى أو العامية الرسمية قد يتراجع لصالح اللهجات الإلكترونية غير الرسمية التي غالبًا ما تستعمل مصطلحات جديدة ومختصرة قد لا تكون متوافقة تمامًا مع اللغات العربية المحلية التقليدية.
الفوائد والتحديات
تعتبر شبكات الإنترنت فرصة عظيمة لإعادة تقديم وتوثيق التاريخ والثقافة العربية للشباب ولجميع الناس المهتمين بذلك. كما أنها توفر فرص العمل والإبداع للمبدعين العرب سواء كانوا كتابًا أم رسامين أم مطوري تطبيقات رقمية وغيرهم الكثير ممن يستطيعون الوصول العالمي لتحقيق أحلامهم وإظهار مواهبهم للعالم الخارجي.
لكن هذا النوع من التعرض الكبير لهذه الثورة التكنولوجية يؤثر أيضًا على الصحة الاجتماعية والنفسية للناس. حيث تشكل الإدمان على مواقع التواصل بعض المشاكل الخطيرة مثل العزلة الاجتماعية وقلة النشاط البدني واضطرابات النوم والأمراض النفسية كالاكتئاب.
مستقبل التوازن بين تقنيتنا وثقافتنا
للمحافظة على توازن يسمح لنا بالاستمتاع بفوائد التكنولوجيا الحديثة بينما نحافظ أيضا على تراثنا الغني والتاريخ العربي القديم, يجب علينا تعليم الأطفال منذ الصغر قواعد الاستخدام الآمن والفكري للمعلومات المتاحة لهم عبر الإنترنت وتعزيز دور التعليم الرسمي في نقل الوعي بالتراث الثقافي العربي داخل المناهج الدراسية.