كتاب "قوة العادات"، المؤلف تشارلز دوهيك، ينير الطريق نحو فهم عميق لكيفية تأثير العادات على حياتنا اليومية. يُقسم دوهيك هذه التأثيرات ضمن حلقات مترابطة تعرف بدوائر العادة. تتكون كل حلقة من ثلاثة عناصر رئيسية: الإشارة (التي تشجع البدء)، الروتين (السلوك المعتاد نفسه)، والمكافأة (التي تعزز الاستمرارية).
مثال واضح يعرضه الكتاب هو حول ظاهرة استخدام فرشاة الاسنان ومعجون الاسنان. لم تكن هذه العادة موجودة ذات يوم، لكن حملة تسويقية ذكية جعلت منها واقعاً، باستخدام الإشارة -الإعلان عن "طبقة سوداء غير مرئية"-، الروتين -فرش الاسنان-، والمكافأة -الكشف عن ابتسامة نظيفة-.
يتمحور الجزء الثاني من الكتاب حول عملية تعديل هذه الدوائر لتحقيق التغييرات المرغوبة. تقدم النظرية العامة أنه يكفي تغييراً بسيطاً لأحد العناصر الثلاثة لإحداث فرق كبير. على سبيل المثال، قد ترغب في حذف عادتك المسائية لشرب قهوة والتي تؤثر سلبياً على قدرتك على النوم. هنا، يمكنك التعرف على مكونات دائرتك الحالية: الإشارة ("شعورك بالتعب")، الروتين ("لقاء صديق للاستمتاع بفنجان من القهوة")، والمكافأة ("الحصول على الطاقة أو الراحة"). ثم تقوم باستبدال الروتين: شراب كوب من الماء أو عصير بدلاً منه أثناء لقائك مع الأصدقاء.
بالإضافة لذلك، يشرح دوهيك طريقة تطوير عادات جديدة. مثال على ذلك: ربما تريد إضافة تمرين صباحي منتظم لنظامك اليومي. الخطوات هي توفر الإشارة (مثل الصورة التحفيزية الخاصة بك), تهيئة البيئة المناسبة (ترتيب ملابس الجيم) والإعداد النفسي (اختيار الموسيقى الصباحية المبهجة)، بالإضافة إلى خلق الروتين (تمرينات لمدة 10 دقائق) ومنح نفسك المكافآت المؤقتة (مشروبك المثالي بعد التدريب/إطلاق هرمون الأندورفين).
وحسب نتائج العديد من الدراسات العلمية، فإن الأمر يستغرق حوالي 66 يوماً لكي يصبح السلوك جديداً بشكل طبيعي ويتحول إلى عادة ثابتة. وبالتالي، بمجرد تحقيق النتيجة الأولى التي كنت تدفع لها، ستحتاج إلى مواصلة العملية لمدة أسبوعين آخرين بهدف ترسيخ هذه العادة الجديدة بشدة ودائمًا.