أنواع الإبداع: رحلة عبر العقول البشرية المتفردة

الإبداع سمة بشرية فريدة تتجلى بعدة أشكال وامتدادات. يمكن تقسيم هذا الفعل المعقد إلى عدة فئات رئيسية تعكس الطرق المختلفة التي يعبر بها الإنسان عن أفكار

الإبداع سمة بشرية فريدة تتجلى بعدة أشكال وامتدادات. يمكن تقسيم هذا الفعل المعقد إلى عدة فئات رئيسية تعكس الطرق المختلفة التي يعبر بها الإنسان عن أفكاره وإبداعاته. دعونا نستكشف هذه الأنواع الثلاثة الرئيسية للإبداع: الإبداع الخيالي، والإبداع العملي، والإبداع الابتكاري.

1. الإبداع الخيالي: عالم الأحلام والأفكار المجردة

يتمثل الإبداع الخيالي في قدرة الأفراد على تصور وتشكيل عالَمٍ خيالِيّ غير موجود بالفعل في الواقع الفيزيائي. يستطيع الفنانون والشعراء والمؤلفون استخدام خيالهم لإنشاء قصص وأعمال أدبية وأعمال فنية غنية بالتفاصيل الجمالية والعاطفية. هذا النوع من الإبداع يعتمد بشكل كبير على القدرة على رؤية العلاقات بين الأشياء غير الواضحة للآخرين والتعبير عنها بطريقة جذابة ومثيرة للفكر. مثال على ذلك روايات الأدب الخيالي مثل "حرب النجوم" لجورج لوكاس والتي رسمت لنا عالماً كاملاً من الشخصيات والسيارات والحكم الدرامية المستوحاة تماماً من العقل الخلاق للمبدع.

2. الإبداع العملي: حل المشكلات وإنشاء الحلول العملية

في حين يشغل الإبداع الخيالي عوالم افتراضية، فإن الإبداع العملي هو عملية مباشرة أكثر عملية. هنا، يقوم الأشخاص بحل مشاكل واقعية باستخدام مهاراتهم ومعرفتهم لتطوير طرق جديدة وحلول مبتكرة لمشكلات معينة. المهندسون والمعلمون والباحثون هم أمثلة بارزة على هؤلاء المحترفين الذين يُستخدم إبداعهم لتحسين حياتنا اليومية. بدءًا من تصميم هيكل جديد مقاوم للزلازل وانتهاء بتطوير طريقة تدريس فعالة، يعمل المبتكرون عمليًا بلا كلل لإيجاد تجاوُبَات قابلة للتطبيق للتحديات الحقيقية التي نواجهها كأفراد وجماعات مجتمعية ودول كبرى أيضًا.

3. الإبداع الابتكاري: خلق قيمة جديدة وتغيير نظرتنا للأشياء

النوع الثالث من الإبداع ـ وهو الأقل شيوعاً ولكنه الأكثر تأثيراً - يسمى بالإبداع الابتكاري. إنه أبعد بكثير مما قد نعتقده عندما نتحدث عن مجرد وجود أفكار جديدة؛ بل إنّه يعني تغيير فهمنا للعالم نفسه! في هذا السياق، يتعامل المُخترِع والمبتكر البارزون كالآباء المؤسسين للشركات الناشئة الحديثة وكبار علماء البحث العلمي ممن لديهم رؤى ابتكارية قادرة حقاً على دفع حدود ما نعرفه وما يمكننا تحقيقه نحو مستويات أعلى بكثير ضمن مجالات اهتمام مختلفة ومتنوعة للغاية مثل الطب والصناعة الثقافية وغيرهما الكثير.. باختصار، يتمثل جوهر الإبداع الابتكاري في تقديم منظور مختلف تماماً تجاه الأمور الموجودة أصلاً وبالتالي إعادة تعريف ماهيتها بإضافة عناصر جديدة لها ولم تكن موجودة سابقاً ضمن مجال تلك الصنعة/العلم /التخصص وهو الأمر الذي يؤدي حتماً لنشوء منتجات/خدمات ذات تأثير خلاَّق نوعياً سواءً كان ذلك داخل سوق العمل الحالي أو خارجه أيضاً بما يدعم المساعي الإنسانية بكل جوانبها الاجتماعية/الفكرية/الغائية ...الخ .

إن دراسة طبيعة وشرح دوافع كل واحدٍ منها تساهم عميقاً لفهم كيفية ممارسة آليات عمل العقل البشري عند مواجهة تحديات الحياة واستنباط وسائل التعامل المثمر مع ظروف محددة مختلفة تمام الاختلاف فيما بين بعضها البعض... إنها رحلة تستحق الاستكشاف لاتخاذ قرارات ذكية بشأن تطوير الذات وتعزيز القدرات الشخصية بالمختلف الاتجاهات المتاحة امام جميع الناس بغض النظرعن العمر أو الجنس أو المكان الجغرافي الخاص بهم فهو إذن باب واسع أمام الجميع للاستفادة منه بحرية مطلقة!!!


عاشق العلم

18896 مدونة المشاركات

التعليقات