تعدّ تركيا واحدة من الدول التي تحمل اسمها تاريخاً غنياً ومليئاً بالأحداث المؤثرة. تعود جذور هذا الاسم إلى الحقبة القديمة عندما كانت المنطقة تُعرف بـ "آسيا الصغرى"، وهي جزء من العالم القديم المعروف بالإغريقية باسم "أنسير". ولكن الديناميكية الحقيقية لتسميتها جاءت مع صعود الإمبراطورية الرومانية والبيزنطية لاحقاً.
في القرن الرابع الميلادي، بدأت الإمبراطورية البيزنطية مركزها حول القسطنطينية - والتي تعرف اليوم بإسطنبول-. ومع ذلك، فإن مصطلح "تركيا" لم يكن شائع الاستخدام حتى فترة الحكم التركي خلال العصور الوسطى تحت سلالة السلاجقة الأتراك. هذه الفترة شهدت توغل التركمان والمجتمعات التركية الأخرى في المنطقة مما أدى إلى تغييرات ديموغرافية وثقافية كبيرة.
مع ظهور الدولة العثمانية في نهاية القرون الوسطى وأوائل عصر النهضة الأوروبي، أصبح المصطلح أكثر بروزا. وقد تم اختيار "تريكيه" كاسم رسمي للدولة الجديدة نسبةً إلى قبيلة تركمانية تدعى "الأوغوزيين". ولكن مع مرور الوقت، تطورت هذه التسمية فأصبحت "تورکیه" ثم أخيرا تحولت إلى الشكل الحالي لها وهو "تركیا".
بالإضافة لذلك، لعب موقع البلاد الجغرافي دوراً مهماً في تشكيل هويتها الوطنية الحديثة. فهي تربط بين قارتين رئيسيتين: آسيا وأوروبا؛ وبالتالي فقد اكتسبت أهمية استراتيجية جيوسياسية كبيرة طوال تاريخها الطويل.
وبهذا يمكن القول إن اسم "تركيا" ليس فقط نتيجة للتاريخ السياسي والثقافي للبلاد ولكنه أيضا يعكس تنوع وتعدد الثقافات المتداخلة داخل حدودها الجغرافية الواسعة.