جسيمات ألفا هي جزيئات ذرية تتكون من نواة ذرة الهيليوم 4، والتي تحتوي على بروتينين ونيوترونين مترابطين بإحكام. تُعرف هذه الجسيمات أيضًا باسم "شحنات أشعة ألفا"، وهي تحمل شحنة كهربائية موجبة بسبب وجود البروتونين. يُعزى اكتشافها وتسميتها إلى العالم الشهير إرنست رذرفورد.
تفقد جسيمات ألفا الطاقة بسرعة عندما تتفاعل مع مادة، مما يجعلها ذات قدرة اختراق محدودة نسبيًا. فهي يمكن إيقافها بواسطة طبقات صغيرة جدًا مثل ورق مجلد عادي أو حتى الطبقة الخارجية لبشرة الإنسان. ومع ذلك، فإن تعرض الجسم لهذه الجسيمات بشكل مباشر عبر الاستنشاق أو البلع أمر غير آمن للغاية لأنها يمكن أن تلحق ضررًا كبيرًا بالأنسجة الحساسة داخل جسم الإنسان.
يشكل انبعاث جسيمات ألفا خطرًا خصوصًا عند التعرض لمواد مشعة معينة مثل اليورانيوم -235، اليورانيوم-238، الراديوم -226، ورودن -222. إن استنشاق غازات الرادون المنبعثة من أساسيات المباني -خاصة في مناطق معينة- يعد مصدر قلق صحي رئيسي لأنه قد يزيد من احتمال الإصابة بأنواع مختلفة من أمراض السرطان.
تأثير الإشعاع الناجم عن جسيمات ألفا -باعتبارها إحدى أنواع الإشعاع المؤين- واسع المدى ويمكن أن يلحق الضرر بالحياة النباتية والحيوانية والإنسانية. بالنسبة للنباتات، يمكن للتراكيز العالية من الإشعاع المؤين أن تعطل عمليات تكاثف البذور وتتسبب في طفرات متكررة، بينما لدى البشر والحياة البرية عموما، فإن جرعات مرتفعة منه تتعارض مع وظائف الخلايا والأنسجة الطبيعية بما فيها الحمض النووي، وهذا بدوره يعظم فرص الإصابة بأمراض سرطانية وعيوب خلقية أخرى.
وفيما يتعلق بالحياة البحرية، فإن تغيرات الظروف البيئية نتيجة زيادة مستويات الأشعة تحت الحمراء وفوق البنفسجية وما يصاحب ذلك من نقص في منتجات الأكسجين الأحيائي والعوامل الأخرى مؤشرات واضحة لإمكانية اختلال النظام البيئي البحري المستقر أصلاً سلبياً واستقرار العديد من السلالات وعلى رأسها تلك المسؤولة مباشرة عن إنتاج الغذاء سواء للسكان المحليين أو لدورة المغذيات المنتظمة. لذا تعد الدراسات العلمية حول الآثار الجانبية المعنية جزء أساسي للحفاظ على توازن بيئتنا الحرجة والقيمة عالميًا.