تُعتبر المرآة المقعرة واحدة من أنواع المرايا التي تتميز بتشكيل سطح مقعر يعكس الضوء نحو نقطة معينة تسمى "البؤرة". هذه البؤرة هي النقطة المركزية للانعكاسات المتعددة التي تحدث عند تعريض جسم أمام المرآة. إن فهم خصائص وبنية المرآة المقعرة له أهميته الواسعة في العديد من المجالات العلمية والتطبيقية.
في علم الهندسة الرياضية، يمكن تعريف بؤرة المرآة المقعرة بأنها مركز دائرة نصف قطرها مساوٍ لعرض الجزء الخارجي للمرآة. هذا يعني أنه عندما يتم وضع مصدر ضوء خلف هذه الدائرة مباشرة، ستنعكس أشعتها بشكل متوازٍ عبر البؤرة إلى الأمام. هذه الخاصية تُستخدم غالباً في العدسات اللاصقة والجوانب المختلفة للأجهزة البصرية مثل المناظير والنطاقات البصرية للمسدسات.
من الناحية العملية، تعدّ المرآة المقعرة ذات فائدة كبيرة في تركيزات الطاقة لأنها تجمع الأشعة القادمة منها إلى مكان واحد وهو البؤرة. يُمكن استخدام ذلك لتوليد حرارة عالية كما هو الحال في الطبخ بواسطة الشمس أو حتى إنتاج الكهرباء باستخدام طاقة شمسية مركزية. بالإضافة لذلك، فإن تأثيرات التصغير والتكبير التي تخلقها هذه الأنواع من المرايا تجد تطبيقاً واسعاً في عدسات الكاميرات والميكروسكوبات وغيرها الكثير.
بشكل عام، تعتبر معرفة موقع ومفهوم بؤرة المرآة المقعرة أمرًا أساسيًا لفهم سلوك الانعكاس والعلاقة بين شكل الجسم والأشعة المنعكسة عليه، مما يساهم بدوره في تقدّم التقنيات الحديثة المرتبطة بالمجال البصري والحرارية.