القمر، ذلك الجسم السماوي اللامع الذي يزين سماء الليل منذ القدم، هو مصدر للإضاءة طبيعي يثير فضول الكثيرين حول كيفية حصوله عليها. بينما يبدو للقمر أنه ينبعث منه الضوء الخاص به، الحقيقة هي أنه يعكس ضوء الشمس فقط. هذه الظاهرة المعروفة باسم "الإشعاع"، وهي العملية التي تقوم بها الأجرام السماوية الأخرى مثل الأقمار والكواكب بتوجيه ضوء الشمس عائداً إلينا.
في الواقع، الأرض نفسها تعكس أيضاً بعض ضوء الشمس بنسبة أقل مقارنة بالقمر بسبب لونها الداكن نسبياً. ولكن عندما يصل هذا الشعاع الشمسي إلى سطح القمر غير المغطى بالسحب ولا يحتوي على جو كثيف كالذي تحمله الغلاف الجوي للأرض، فإنه يتم انعكاسه مباشرة للخلف نحونا بشكل أكثر وضوحاً. وهذا ما يفسر لماذا يمكننا رؤية القمر خلال ساعات الليل المظلمة.
يعتمد شدة الأنوار القمرية على موقعه النسبي بالنسبة للشمس والأرض؛ كلما كان القمر أقرب لهذه الرؤية العلوية الثلاثة، زادت كمية الضوء المنعكس باتجاهنا وبالتالي تبدو أجواء فترة البدر مشرقة جداً. ومع دخوله مراحل أخرى مثل الهلال والتلاشي، تصبح الإنارة ظاهرياً أقل لكن الجمال يبقى كما هو.
وبذلك نرى كيف يعمل النظام الفلكي لتوفير لنا مشهد رائع ومتغير بإستمرار في ليالينا الصافية: بدءًا من ولادة هلال جديد وانتهاء بفترة البدر المهيبة مرورًا بمراحل متعددة بينهما مما يعكس روعة خلق الله عز وجل وسيدبر أمور كونه الواسع الرحيب.