البحث العلمي هو عملية منظمة تستخدم لإنتاج معرفة جديدة أو توسيع ما هو موجود منها. يُعد هذا النهج المنظم حاسماً في العديد من المجالات الأكاديمية والمهنية، بدءاً من العلوم الطبيعية وحتى الدراسات الإنسانية والإجتماعية. يتميز البحث العلمي بمجموعة واضحة من الخطوات التي تتضمن تحديد المشكلة، جمع البيانات ذات الصلة، التحليل والنقد النقدي للمعلومات، واستخلاص الاستنتاجات بناءً على الأدلة المتاحة.
يتمثل هدف البحث العلمي بشكل أساسي في تحقيق الإجابة الفعالة للسؤال المطروح بطريقة موثوق بها ومعرفة دقيقة. يمكن اعتبار ذلك كوسيلة لتقديم حلول منطقية لمشاكل معينة أو للتعمق أكثر في فهم ظاهرة طبيعية أو اجتماعية. يعتمد نجاح كل بحث علمي بشكل كبير على مدى اتباعه لأخلاقيات العمل والاستعداد للتشكيك المستمر بتوجهات الرأي العام القائم والمقبول عالمياً.
تبدأ دورة حياة أي مشروع بحثي عادة بتحديد سؤال واضح ودقيق يحتاج إلى إجابته. ثم يلي ذلك مراجعة شاملة للأدبيات المتوفرة حول الموضوع لفهم الحدود الحالية والمعروفة له وللتأكد مما هو جديد ويمكن دراسته بإضافاته الخاصة. بعد تشكيل الفرضية المناسبة، تتبع مرحلة جمع البيانات وإجراء التجارب اللازمة لجمع أدلة لدعم هذه الفرضية أو رفضها. قد يشمل ذلك استخدام مجموعة متنوعة من التقنيات مثل المقابلات، المسوحات، مراقبة الأحداث، وغيرها الكثير بحسب نوع ونطاق البحث نفسه.
بعد الحصول على بيانات قيمة وملفات ملائمة للتحليل، تأتي أهم مراحل كافة البحوث وهي تحليل تلك البيانات وتفسير نتائجها وفقا للأسلوب النظري الذي تم اختياره مسبقا والذي يعكس الطابع الخاص بكلا من الفرضية والتطبيق العملي لها كذلك. هنا يكمن دور المعايير الرياضية والإحصائية لكشف الاتجاهات والأنماط داخل مجموعات كبيرة ومتنوعة نسبيا من العينات البشرية مثلاً والتي غالباً ماتكون متشعّبة وشائكة بالمعلومات الغامضة غير الواضحة إذا كانت مجرد بيانات خام بدون تنظيم مناسب! لذلك فإن القدرة على التعامل مع كميات هائلة من التفاصيل التفصيلية تعتبر إحدى المهارات الأساسية لدى الباحثين المحترفين ذوي الخبرة الواسعة والمتخصصة دائما.
ختاما ، ليس هناك مجال للشك بأن البحث العلمي يعد عموما طريقة فعالة للغاية للحصول على معلومات ممتازة حول مواضيع مختلفة جدا بالمقارنة بنوع آخر من أشكال اكتساب الثقافة والمعرفة سواء عبر وسائل الإعلام الشعبية المنتشرة حالياً والتي تعاني بدرجة كبيرة -بحكم طبيعتهم تجارية أساساً- من افتقاد الدقة والحقيقة الواقعية رغم شيوعهما بين الجميع تقريباً ! فتوثيق الحقائق باستخدام البيانات التجريب الرسمية المدروسة جيدا يشكل بالفعل المعيار الأكثر مصداقيه مقارنة بالحكايات القصيرة المثيرة ويوميات الأفراد ذات المرجع الشخصي المتحيز . وبالتالي يساهم البحث العلمي بلا شك في توجيه القرار السياسي والصناعة والعلم الحديث نحو مسارات محكمة أكثر راسماليا تؤدي للعيش بسلام وتعزيز تنمية مستدامة لكل مجتمع ولكل فرد فيه أيضا بما ينمي الإنسان ويحافظ عليه وعلى البيئة ومن ثم يحقق بذلك رؤيته النهائية وهي سعادة الإنسان كما خطط له الخالق سبحانه وتعالى منذ القدم . إنها رحلة طويلة ولكنها مفيدة حقّا لمن يريد ان يفكر بطريقة علمية مدربة تدريب معمق ويتطلع لصقل مهني مهني مميز لنفسه لنشر ثقافته وغرسه داخل بيئته الاجتماعية والثقافية المحيطة به ليصبح عضوا فعال مؤثر فيها بدوره الوظيف صحيح وصحيح التعليم حتى وان كان بسيط الظاهر لكن تأثيره عميق الجذور الثابت العميق تحت الأرض يولد آثار حسنة وردود ايجابية كبيرة جدآ للمستقبل الزاهر المشرق للجميع إن شاء الله عز وجل .