كانت شجرة الدر امرأة بارزة تشكل جزءاً هاماً من التاريخ العربي والإسلامي. ولدت حوالي عام 1215 ميلادية، وكانت تعرف أيضاً باسم "شجاعة الدين"، وهي لقب يعكس القوة والشجاعة التي اشتهرت بها طوال حياتها. كانت من أصول تركية ولكنها نشأت وترعرعت في بلاط الأيوبيين بمصر.
في سن مبكرة، تزوجت شجرة الدر من الملك الصالح أيوب، أحد حكام الدولة الأيوبية في القرن الثالث عشر الميلادي. بعد وفاة زوجها المفاجئة في العام 1249 أثناء حملته ضد الفرنجة، ظهر دور شجرة الدر بشكل قوي وأصبح لها تأثير كبير على الشؤون السياسية لمصر.
على الرغم من كونها امرأة، إلا أنها تولت الحكم نيابة عن ابنها توران شاه الذي كان صغير السن آنذاك. استمرت فترة حكمها لمدة خمس سنوات تقريباً (1250-1257) واستطاعت خلال هذه الفترة الحفاظ على الاستقرار السياسي والثبات العسكري بالبلاد رغم العديد من التحديات الداخلية والخارجية.
تعاون شجرة الدر مع بعض الشخصيات المؤثرة آنذاك مثل قطز وبايبرز لتوسيع حدود الدولة العربية وحماية البلاد من الغزو المغولي الوشيك. كما برز اسمها كواحدة من أعظم النساء السياسيات العربيات نظراً لإدارتها الناجحة للحروب والصراعات الداخلية.
توفيت شجرة الدر سنة ١٢٥٧ ميلادية تاركة خلفها تراثاً عظيماً ومكانة تاريخية مميزة بين الرجال الذين حكموا مصر عبر القرون. إنها رمز للمرأة القائدة والمقاومة، ومنحت المرأة المصرية مكاناً متميزاً ضمن سجلات التاريخ العالمي.