التعرف على الذات عملية ضرورية تساعد الفرد على فهم نفسه ومعرفة نقاط القوة والضعف الخاصة به. هذا الأمر ليس سهلا ولكنه مهم للغاية لتطور الشخصية وزيادة الثقة بالنفس. إليك بعض الخطوات العملية لمساعدتك في رحلتك للتعرّف على نفسك:
- تحديد محيط راحتك: هل تشعر براحة أكثر عندما تعمل في بيئات منظمة ومحددة؟ أم أنت أكثر إنتاجية في الأماكن الأكثر مرونة وغير الرسمية؟ تحديد بيئة عمل تناسب طبيعتك يمكن أن يكون نقطة انطلاق جيدة لفهم نفسك.
- استلهام نقاط القوة لديك: كل شخص لديه نقاط قوة فريدة. حاول تحديد ما تجيد فعله بشكل خاص واستخدام هذه المهارات لصالحك. سواء كانت مهارة كتابة ممتازة، القدرة على حل المشكلات المعقدة، أو فن التواصل الجيد، كلها موارد هامة لأدائك اليومي.
- العمل على نقاط الضعف: جميع البشر لديهم جوانب يحتاجون للتحسين فيها. بدلاً من هروبها، استخدم فرص التعلم كنقطة بداية لتقويتها. اعترف بأن هناك الكثير مما يمكنك التعلم عنه وتطويره، وهذا جزء أساسي من نموك الشخصي.
- البحث عن مميزاتك الفريدة: ما الذي يحدد أصالتك كشخص؟ ربما يكون ذلك حبك للقراءة أو رقص البالية أو التصميم الجرافيكي - بغض النظر عن ماهيته، فهو يساعدك على بناء صورة واضحة لنفسك وفهم مكانك بين الآخرين.
- تعريف هواياتك: تتضمن هذه "الأشياء الصغيرة" التي تجلب لك السعادة وتعطي حياتك معنى خاصة به. الأفلام، الكتب، الرياضة... إنها ليست مجرد هدايا صغيرة بل هي نوافذ عميقة إلى روحك وعقلك.
- اختبار مستوى التحمل الخاص بك: كم مرة تحتاج للاستراحة قبل الشروع في مهمة جديدة؟ كم تستطيع الوقوف أمام الضغط قبل أن ترتفع مستويات التوتر؟ الإجابة على هذه الأسئلة توضح قدرتك الداخلية على تحمل الضغوط الخارجية.
- التعامل مع التأجيل: الكثير منا يتجنب المهام غير المرغوب فيها ولكن تأجيل الأمور يؤدي عادة لمزيد من الضغط والتوتر لاحقا. حاول مواجهتها مباشرة واستثمار الوقت المكتشف بعد الانتهاء منها لاستقبال تحديات أخرى.
- فحص ردود فعل الذنب: الجميع يفعل أخطاء ولا أحد مثالي! لكن كيفية تعاملنا مع ذنبنا يمكن أن تؤثر بشدة على ثقتنا بأنفسنا وشعورنا العام بالسعادة. تعلم كيف تتعامل بصورة صحية مع الشعور بذنب الغلطات بدون إسراف في التقليل من قيمة الذات.
- إعطاء الاولوية للاحتياجات الخاصة بك: البحث المستمر لإرضاء الآخرين أمر جميل لكنه ينبغي ألّا يحرمنا فرصة تلبية احتياجاتنا الخاصة أيضا. توازن الرغبات المختلفة في الحياة يعد حقاً أساسياً للحفاظ على الصحة العامة والسعادة الشخصية.
أهمية الرحلة نحو التعرف على الذات:
الوعي الذاتي يجلب فوائد عديدة:
* تقليل الاعتماد المفرط على توجيه الاتهامات للآخرين بسبب المشاكل الشخصية
* زيادة التقبل للنقد وبالتالي تحسن أداء العمل والحياة الاجتماعية بشكل عام
* خفض احتمالات الشعور بالحزن والقلق نتيجة لانخفاض توقعات غير واقعية بشأن القدرات الخاصة بنا
* ازالة حساسية قلبية تجاه نجاح وانجازات الاخرين لأنه سيجعلنا نقدر ونحلل مواردهم الطبيعية بدلاً من المقارنة الجزافية المجحفة لها ولنفوسنا
* توصيل افضل للأحاديث والنوايا لما يعرفه المتحدث الداخلي بجوانب شخصية تفصيليّة للشريك المتفاعل معه
* قابلية اكبر للدوران ضمن مجموعة متنوعة اجتماعيًا وثقافيًا بسبب إدراك العمليات الدقيقة الملخصة لسلوكيات المجتمع المختلف عنها والقدرة علي التأويل المناسب لكل وضع جديد بموضوعيّة وعدم تضخم تقدير الذاتي مقابل الآخر
ختاماً، فإن الرحلة التي تبدأ بالإبحار داخل عالم نفسيتنا وخارج حدود ظروفنا الظاهرية ستكون مليئة بالمفاجآت المثيرة والمربكة أحيانًا ولكنها حتماً ستكون محفزة للنمو الروحي والعاطفي والمعرفي لمن يرغب باستعمال الأدوات اللازمة بهذا الطريق .