سوريا، الواقعة جنوب غرب أسيا بين البحر الأبيض المتوسط وبين الدول العربية الأخرى, تمتلك موقعا جغرافيا فريدا جعل منها نقطة حيوية للتبادل التجاري والثقافي عبر التاريخ. حدودها الشمالية تشترك مع تركيا, بينما تحدها المملكة الأردنية الهاشمية (الأردن) من الجنوب, فلسطين من الجنوب الغربي, والعراق من الشرق. هذه المنطقة الخصبة والتي تحتضن سلسلة جبلية شاهقة تسمى "الجبال السورية"، تعد موطنا لأكثر من 22 مليون نسمة طبقاً لإحصاءات سنة 2012.

العاصمة دمشق ليست مجرد مركز سياسي فقط, بل أيضا قلب الثقافة والتاريخ القديم للسوريين. ذات الموقع المرتفع نسبياً والذي يصل ارتفاعه حوالي 701 متر فوق سطح البحر, تتنوع فيها المناخات بناءً على الموسم؛ فهي تعيش حالة من الجفاف خلال فترة ما بين مايو وأكتوبر لكن بدرجة معتدلة نسبيًا بالمقارنة مع مناطق الصحراء. أما بالنسبة لمدينة حلب, فتشهد درجات حرارة شديدة في فصل الصيف قد تتعدى الثلاثون درجة مئوية وفي الشتاء تنخفض لتكون ضمن الأربع درجات مئوية.

ومن الجدير بالذكر بأن البيئة الطبوغرافية المختلفة بسوريا تؤثر بشكل كبير على التنوع المناخي بها; فالساحل والمناطق الجبلية الغربية تتمتع بمناخ مشابه لمناخ منطقة البحر الأبيض المتوسط التقليدية, بما يشمل موسم جاف طويل نسبياً ولكنه خصب بغزارة الأمطار التي تضمن نمو النباتات والحياة النباتية بكثافة هناك. وفي نفس الوقت، تشهد صحرائيْ تدمرو ودير الزور أعلى معدلات للحرارة في الفترة الحرجة بسبب قربها القصوى من خط الاستواء مما يعكس التأثير القطبي للأرض.

باعتبارها دولة مستقلة منذ العام ١٩٤٦ بعد حقبة طويلة من الحكم العثماني الفرنسي المشترك, تعتمد سوريا العملة الخاصة بها وهي الليرة السورية وتعترف بلغة واحدة رسمية وهي اللغة العربية. نظام حكم البلاد هو جمهورية برلمانية رئاسية يقودها حاليًا الرئيس بشار الأسد. يتم تقسيم الدولة إلى quattordici provinces ("محافظة"), وكل منهم يحكم بواسطة حاكم مُنتخب محلي. هذا النظام الحكومي المصمم جيدا يعمل كأداة تنظيم فعالة توفر الخدمات العامة والسُلطات المركزية للدولة.