يتمتع العلم بمكانة رفيعة وشأن عظيم في الدين الإسلامي، وهو ما يؤكد عليه الحديث النبوي الشريف: "طلب العلم فريضة على كل مسلم". فالعلماء هم ورثة الأنبياء بحسب حديث آخر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم. هذا الفضل العظيم يعود إلى دور العلم الكبير في حياة البشر؛ فهو يرفع مكانتهم بين الناس ويمنحهم تقديرًا خاصًا وتأثيرًا إيجابيًا محسوسًا.
العلم ليس مجرد اكتساب للمعرفة النظرية، بل يشمل أيضًا تنمية المهارات العملية التي تساعد الأفراد على تحسين حياتهم وعيشها بشكل أكثر فعالية وإنتاجية. كما أنه يقوي المجتمعات ويساهم في تقدم الأمم عبر تقديم حلول علمية لمشكلاتها المتنوعة. بالإضافة إلى ذلك، فإن التعليم والتثقيف يساهمان بشدة في نشر القيم الأخلاقية الحميدة وتعزيز الإدراك الصحيح للأحداث والممارسات الاجتماعية المختلفة.
ومن منظور ديني، يُعتبر طلب العلم واجبًا شرعيًّا وليس فقط حقًّا شخصيًا. فهناك أحاديث كثيرة تشجع المسلمين على تعزيز جهدهم في مجال التعلم بما فيه نفع للعالمين. وفي القرآن الكريم، ذكر الله عز وجل قدرته الخارقة وأبدعه في خلق الكون بطريقة تحتّم على الإنسان التفكر والاستدلال والاستعلام لمعرفته ومعرفته بقدرته سبحانه. لذلك، يمكن القول بأن العلم طريق لتحقيق التقرب لله وفهمه لأمر خلقه وبالتالي زيادة إيمان الشخص ودينه.
وبهذا فإن للتعليم والفكر دورا حيويا ليس فقط في بناء الفرد ولكن أيضا المجتمع ككل بإرشاده نحو الخير والصلاح والحياة المستنيرة وفقا لما جاءت به رسالة الإسلام السامية.